غياب الامطار وسط أزمة المياه .. هل يصلح الاستمطار الصناعي؟
26-12-2024 10:28 AM
عمون - عبدالله مسمار - في الوقت الذي أيد به مدير إدارة الارصاد الجوية رائد آل خطاب أي محاولات لزيادة الأمطار في الأردن بسبب ضعف الموسم المطري حتى الآن، أكد وزير المياه والري الاسبق حازم الناصر أن أي تجربة للاستمطار الصناعي في الظروف الحالية ستكون غير ناجحة.
وقال الناصر لـ عمون، إن عملية الاستمطار الصناعي بحاجة إلى توفر ظروف معينة مثل الغيوم والرطوبة المرتفعة، والتقنيات العالية، وهي جميعها غير متوفرة حاليا.
آل خطاب قال لـ عمون، إن الموسم المطري في الأردن حتى الآن ضعيف جدا، مؤيدا أي خطوات يمكنها زيادة الأمطار وبالتالي زيادة المياه.
وفي الوقت ذاته، بين أن الموسم المطري لم ينته بعد، متأملا من الله أن تتعدل الأمور خلال الاشهر القادمة، مشيرا إلى أن الأمطار قد تهطل في أشهر كانون الثاني وشباط وأذار ونيسان.
وأوضح الناصر أن هناك 3 مؤشرات خطيرة تستدعي وجود خطة طوارئ، اولها المؤشر المطري الذي لم يتعد 2% من المعدل طويل الأمد، فيما وصل في ذات الفترة من العام الماضي إلى 30% وكان عاما غير ماطر والموسم فيه ضعيف، وثانيها مخزون السدود والذي يبلغ 19% وهو عند الخط الاحمر أي لا يتجاوز 50 مليون م3 فيما يجب أن تكون 30% أي 90 مليون م3، وثالثها أنه لا يوجد مؤشرات لمنخفضات جوية يعتمد عليها حتى يوم 5 كانون الثاني القادم.
وأكد انه يجب التحضر لأي شيء قد يؤثر على تزويد المواطنين بمياه الشرب، وايجاد خطة طوارئ للصيف القادم، ذات مسار سريع لتأمين الحد الأدنى للمواطنين من مياه الشرب.
وأوضح أن ضعف الأمطار في هذا الوقت من العام سيؤثر على تغذية الينابيع والمياه الجوفية، مشيرا إلى أن الكثير من التجمعات السكانية في الأردن تعتمد على مياه الينابيع، وعدم تغذية المياه الجوفية يؤدي إلى انخفاض تدفق هذه الينابيع.
ودعا إلى إطلاق خطة وتسميتها بخطة الطوارئ حتى تتمكن الحكومة من جلب التمويل الخارجي لها.
وأكد الناصر أن هناك حلول للصيف القادم، على رأسها الاجراءات الادارية المتمثلة بتوعية المواطنين بترشيد الاستهلاك وهو جزء مهم من إدارة الطلب على المياه، واستخدام التقنيات العالية لترشيد استهلاك المياه وتدويرها ورفع الرسوم الجمركية عن الاجهز المعنية بذلك، وضبط الاعتداءات على شبكات المياه ومنع الآبار المخالفة وتقليل الفاقد من المياه.
وقال إننا بحاجة إلى كل متر مكعب من المياه يمكننا توفيره.
وأضاف أن ما ينطبق على مياه الشرب ينطبق على مياه الري، فلا بد من الجلوس مع المزارعين ووضعهم بأدق التفاصيل المتعلقة بالمياه، ونسب التقنين، وإذا كان الوضع صعبا أكثر لا بد من منع الزراعات الصيفية مثل الملوخية والذرة الصفراء وغيرها، ما يوفر المياه للزراعات الدائمة والشرب، وتعويض المزارعين بدل هذه الزراعات الصيفية.
وكشف الناصر عن 20 مليون متر مكعب مياه تذهب إلى نهر الأردن دون استغلال، وهي المياه المنقاة التي تأتي من 3 محطات تنقية في شمال المملكة، وذلك لأنها تحتاج إلى تنقية إضافية، وهو مشروع يمكن تنفيذه بسرعة للاستفادة من هذه الكميات.