تحذيرات من ثوران بركاني هائل قد يفاجئ العالم قريبا
26-12-2024 09:48 AM
عمون - حذر العلماء من وجود احتمال بنسبة 1 إلى 6 لحدوث ثوران بركاني هائل خلال هذا القرن، قد يتسبب في "فوضى مناخية" مشابهة للكارثة التي حدثت عقب ثوران جبل تامبورا بإندونيسيا عام 1815. ورغم هذا التهديد الكبير، فإن البشرية لا تزال تفتقر إلى خطة واضحة لمواجهة تداعيات مثل هذا الحدث الكارثي.
كارثة تامبورا وأثرها على المناخ
في عام 1815، أدى ثوران جبل تامبورا إلى قذف حوالي 24 ميلًا مكعبًا من الغازات والغبار والصخور في الغلاف الجوي، ما تسبب في انخفاض كبير في درجات الحرارة العالمية. وقد شهد العالم آنذاك عامًا بلا صيف، مع فشل واسع للمحاصيل الزراعية وانتشار المجاعة والأمراض، مما أسفر عن وفاة عشرات الآلاف.
تأثيرات مضاعفة بسبب تغير المناخ
في حال حدوث ثوران بركاني مشابه في العصر الحديث، من المتوقع أن تكون آثاره أكثر حدة بسبب تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة الأرض نتيجة الانبعاثات الكربونية. وأشار الدكتور توماس أوبري إلى أن الاحترار العالمي قد يسرّع انتشار الغازات الكبريتية في الغلاف الجوي، مما يزيد من كفاءة الجزيئات العالقة في عكس أشعة الشمس وتقليل درجات الحرارة.
وأوضحت الدكتورة أنيا شميت أن دراسات حديثة نُشرت عام 2021 أشارت إلى أن الاحترار العالمي قد يعزز قدرة الجزيئات على تقليص ما يصل إلى 30% من الطاقة الشمسية، مما يؤدي إلى تبريد سطح الأرض بنسبة تصل إلى 15%.
صعوبة التنبؤ والاستعداد
رغم هذه الاكتشافات، لا يزال التنبؤ بالثورانات البركانية أمرًا معقدًا بسبب نقص البيانات المتوفرة عن البراكين القديمة. ويعتمد العلماء على دراسة نوى الجليد وحلقات الأشجار لتحليل تأثيرات البراكين السابقة. وتشير الأبحاث إلى أن العديد من الثورانات البركانية السابقة أدت إلى تبريد عالمي مؤقت، مثل ثوران جبل بيناتوبو في الفلبين عام 1991، الذي خفض درجات الحرارة بنحو نصف درجة مئوية لمدة سنوات.
دور تغير المناخ في زيادة النشاط البركاني
يرى الباحثون أن تغير المناخ قد يؤدي إلى تعديل سلوك البراكين. إذ يمكن للذوبان السريع للأنهار الجليدية فوق البراكين أن يزيد الضغط الجوفي ويحفز الثورانات. كما أن زيادة هطول الأمطار قد تؤدي إلى ثورانات بركانية ناتجة عن تسرب المياه إلى شقوق قريبة من البراكين النشطة.
أظهرت دراسة أجريت عام 2022 أن حوالي 58% من البراكين النشطة قد تكون معرضة لخطر الانفجار بسبب تأثير تغير المناخ وهطول الأمطار الغزيرة، مما قد يعيد سيناريو "عصر جليدي صغير" آخر.
دعوة للاستعداد
مع صعوبة التنبؤ بوقت حدوث ثورانات بركانية ضخمة، يؤكد العلماء على ضرورة الاستعداد لمثل هذه الكوارث. ويشمل ذلك وضع خطط لإجلاء السكان وتنظيم الإمدادات الغذائية تحسبًا لفشل المحاصيل. كما يحذر الخبراء من أن تأثيرات أي ثوران بركاني ضخم ستنعكس بشكل غير متوقع على عالم أكثر اكتظاظًا بالسكان، مع تداعيات مدمرة على المستويات الإقليمية والدولية.
"وكالات"