من البوادي إلى المدن: خطوات ملكية نحو تطوير شامل ومستدام
أ.د تركي الفواز
26-12-2024 12:59 AM
يشهد الأردن مسيرة متجددة من التطوير والنمو بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي حرص على مدى 25 عامًا من حكمه على تعزيز نهج التواصل المباشر مع أبناء الوطن في كل مدينة وقرية وبادية، هذا النهج الهاشمي الأصيل يعكس رؤية عميقة تستهدف تحقيق التنمية الشاملة وتعزيز روح الأسرة الأردنية الواحدة، حيث شكلت المواقع التاريخية والتراثية جزءًا أساسيًا من رؤية جلالة الملك لتطوير المملكة، ومن أبرز الإنجازات تسجيل شوارع السلط القديمة ضمن قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو، مما يعكس اهتمامًا بالحفاظ على الموروث الثقافي والإنساني. كما وجه جلالته بتطوير قلعة الكرك وإعادة الحياة إلى شوارع المدينة القديمة، لتصبح شاهدًا على التاريخ ومركزًا لجذب الزوار،فاالتنمية المستدامة كانت دائمًا محورًا أساسيًا في الجولات الملكية، حيث أطلق جلالته مشاريع متعددة تستهدف تحسين البنية التحتية، ومن بين هذه المشاريع، مشروع التلفريك في عجلون الذي يُتوقع أن يزيد من أعداد الزوار ويُنشط السياحة في المنطقة، كما أكد الملك أهمية تحسين الخدمات السياحية في مواقع مثل محمية ضانا وقلعة السلع، لتعزيز النشاط الاقتصادي.
أولى جلالة الملك اهتمامًا خاصًا بالقطاعات الإنتاجية مثل الزراعة والطاقة المتجددة، ففي محافظة الطفيلة، تم تسليط الضوء على مشروع طاقة الرياح كنموذج للاستثمارات الناجحة، إلى جانب دعم المشاريع الزراعية التي تعزز الإنتاج المحلي، وفي الكرك، دعا الملك للاستثمار في الموارد الطبيعية مثل البوتاس، مؤكدًا ضرورة توجيه هذه الموارد لخدمة الاقتصاد الوطني، وكان للشباب نصيب كبير من اهتمام الملك، خاصة في المناطق البعيدة مثل البادية الشمالية، وقد أكد جلالته أهمية تمكين الشباب واستثمار طاقاتهم في بناء مستقبل الأردن، ودعا لتفعيل فرص التنمية في هذه المناطق، مشيرًا إلى أهمية موقعها الاستراتيجي وقيمتها التاريخية، الرؤية الملكية للتنمية تتسم بالتوازن بين الحفاظ على التراث ودفع عجلة التحديث، فقد دعا جلالته إلى تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، لتوفير فرص عمل جديدة وتحسين جودة الخدمات في مختلف المناطق،وفي الوقت ذاته، شدد على أهمية تنفيذ المشاريع التنموية التي تضمن تحقيق تطلعات المواطنين.
حرص جلالة الملك على اللقاء المباشر مع المواطنين في كل زيارة، سواء في الديوان الملكي أو في مواقعهم، هذا التواصل الدائم يعكس نهجًا فريدًا يعزز الثقة بين القيادة والشعب، ومن خلال هذه اللقاءات، يؤكد الملك أن قوة الوطن تكمن في وحدة أبنائه، وأن العمل بروح الفريق هو السبيل لتحقيق التنمية المستدامة، تشكل الجولات الملكية المستمرة في 2024 نموذجًا لالتزام القيادة بتطوير الوطن وتحقيق رؤية شاملة للتنمية ،من البوادي إلى المدن يعكس هذا النهج الملكي التزامًا بتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي، مع الحفاظ على التراث الوطني، يبقى الأردن قويًا ومتماسكًا بفضل رؤية قيادته ووحدة شعبه، ومستمرًا في مسيرته نحو مستقبل أكثر ازدهارًا واستدامة.