سياسة الغيب .. فلسفة اخر زمن
الدكتور يوسف خريسات
25-12-2024 06:21 PM
الايمان بالغيب من أصول الفطرة السليمة لدى الإنسان المؤمن... غير أن القاعدة تصبح في عالم السياسة طريقة تبرير للعيش ومن أجل الوصول إلى الغاية المقصودة ما عليك سوى الإيمان المطلق بأن المقدسات السياسية لا يجوز المساس بها أو تأويل مفرداتها أو تفسير سطورها.... فقط كن مؤمنا بما تسمع وطيعا في التنفيذ.
يدعي بعض أن محاولة الإطلاع على الغيب السياسي والإداري يحدث انحرافا عن الثوابت ويخرجك من عقيدة الوطن ويرمي بك في متاهات كفر المعارضة وتصبح مطلوب الرأس ومكشوف الكتفين وحافي القدمين.
فقد يخرج اليك واحد من المسؤولين ليعلمك معنى الشك بالغيب السياسي ويتحدث بلغة مكسرة تجمعت من مفردات إنجليزية وعربية مع رشة فرنسية وابهارات من لغات كونية فتستمع إليه بكل إصغاء وتحرم نفسك من فنجان قهوة وتفرض حذر تجول على العائلة وتدعو الله أن يفتح عليك أبواب الرحمة في الفهم والعلم لعلك تفقه قولاً مما يقول وأمام الجمهور هو العالم فهيم ابن العربية وانت من طمطم يمني.
الوطن أكبر واوسع من الحصر والعربية افصح وأبين وخطاب الوطن والقائد واضحان.... فلماذا كل هذا التقعر الأفكار والتقهقر باللغة.
إن من أدوات الاقناع في البلاغة الخطابية السياسية وضوح الفكرة وواقعيتها وبساطة اللغة من أجل إحداث حالة التفاهم والوعي الشامل بكل مرحلة.
سياسية الإيمان الغيب السياسي لا يمكن أن تبني وطنا وتثير التكهنات والشك فالوضوح اسلم وأجمل.
وإذا قدر لك أن تناقش مسؤولاً سيقول لك هل درست السياسة والإقتصاد والإدارة في جامعات أوروبا والغرب وهل تعرف... وهل تعرف.... ويمطرك بأسئلة لأجل أن يثبت جهلك ويقمعك وبعدها يتنافخ ويرفع كتفيه تفاخرا عليك .... وعندها تكتشف أن المأساة كبيرة أمامك وان عقلك لا يستوعب شيئاً وليس المطلوب منك سوى الإيمان بالغيب السياسي.
لغة الخطاب الملكي مفهومة وواضحة كل الوضوح فهي تحمل رسائل و أفكار أساسية لإنجاز مرحلة من المراحل والانتقال من خطوة إلى خطوة بما يضمن ثبات واستقرار الإنجاز وعدم القفز في الهواء لذلك على المسؤولين الاقتداء بالطرح الملكي من وضوح الفكرة وصراحة اللغة.