في ظل التغيرات المناخية المتسارعة واحداث الطقس القياسية من موجات الجفاف المستمرة الى موجات الصقيع، تتصاعد أهمية دور دائرة الأرصاد الجوية الأردنية كخط الدفاع الأول لحماية القطاعات الإنتاجية، وعلى رأسها القطاع الزراعي، من التقلبات المناخية التي تهدد الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية.

إن دعم هذه المؤسسة الحيوية ليس مجرد خيار، بل استثمار استراتيجي لضمان قدرة الأردن على التكيف مع هذه التحديات المناخية المتزايدة، فضلاً انها من أدوات الأمن والاستقرار الاستباقية.

أحد المحاور الأساسية لتعزيز أداء الدائرة هو إدخال تقنيات متطورة تُحدث نقلة نوعية في دقة التنبؤات الجوية. بناء شبكات رصد جوي متكاملة، تُغطي أدق التفاصيل المناخية، وأنظمة إنذار مبكر قادرة على التنبؤ بالعواصف والجفاف قبل حدوثها بفترة كافية. هذه التقنيات لا تحمي المزارعين فقط من الخسائر، بل تمنحهم الفرصة للتخطيط الذكي لإدارة مواردهم.

ولكن التقنية وحدها لا تكفي. يتطلب الأمر استثمارًا في العنصر البشري، عبر برامج تدريب متخصصة تُحول كوادر الدائرة إلى خبراء عالميين في تحليل الأنماط المناخية وتوظيف التكنولوجيا الحديثة. هذه الكفاءات البشرية ستكون العمود الفقري لتطوير الخدمات المناخية التي تخدم كافة القطاعات.

ولا يمكن تحقيق هذه الرؤية الطموحة دون دعم مالي مستدام. التعاون مع المؤسسات الدولية والمانحين يمكن أن يوفر الموارد اللازمة لتوسيع البنية التحتية وتعزيز القدرات التشغيلية للدائرة.

أما الأهم فهو بناء منظومة اتصالية متكاملة تجعل من دائرة الأرصاد المرجع الأول للمعلومات الدقيقة. منصات إلكترونية ذكية، تطبيقات مخصصة للمزارعين، وشراكات مع وسائل الإعلام، ستضمن إيصال التوقعات والتحذيرات بطريقة سهلة وسريعة، مما يمكّن المزارعين من اتخاذ قرارات فورية وفعالة.

في هذا السياق، يصبح دعم دائرة الأرصاد الجوية ركيزة أساسية لتأمين مستقبل أكثر استدامة للأردن، حيث تتحول التحديات المناخية إلى فرص للابتكار وبناء القدرة على الصمود