ونحن نحتفل بعيد الميلاد المجيد ..
فيصل تايه
25-12-2024 09:00 AM
اليوم الاربعاء الموافق "٢٥ ديسمبر" يعود الينا عيد الميلاد المجيد كما في كل عام ، حيث تتجه الانظار فيه الى مدينة بيت لحم "مهد السيد المسيح" لتعج كنائسها العتيقة واهمها "كنيسة المهد" بالوفود من كل أنحاء العالم احتفالا بميلاد السيد المسيح "عليه السلام" ، فقد تعود العالم اجمع ومنذ مطلع القرن السادس الميلادى حين شيّد الإمبراطور الرومانى "يوستنيان" الكنيسة بشكلها الحالى لتقام الطقوس الدينية فيها بانتظام ، فيكون عيد الميلاد المجيد في كل عام فى "بيت لحم" مختلف عن كل بقاع العالم وتشاع الأنوار فى محيط كنائسها ليكون يوماً تملؤه البهجة والسعادة والأضواء وصوت الأجراس .
اليوم .. بيت لحم ومنذ عامين متتاليين ما زالت تعيش ظروفا صعبة كغيرها من المدن والبلدات والقرى والمخيمات في فلسطين ، اذ تغيب المظاهر الاحتفالية بالعيد وتلغى فيها الاحتفالات ، ويقتصر العيد على الشعائر الدينية والمراسم الرسمية ، فلن تكون هناك «أضواء» و«لا زينة»، «لا أحد يشعر " ، "ولا أحد له مزاج للاحتفال» ، ذلك لما يشعر به الفلسطينيين من حزن دفين كامن فى القلوب اعتراضاً وتضامناً مع اهلهم فى قطاع غزة والضفة الغربية نظرا لاستمرار حرب الإبادة والعدوان الإسرائيلي المتواصل وتداعياته على الواقع المعيشي والاقتصادي للشعب الفلسطيني ، بما فيها القدس المحتلة .
اليوم .. لن يحتفل "المسيحيون في فلسطين" وفى النفوس غصة، وفى الصدور ألماً وحسرة، وهم يشاهدون منازلهم تدمر وأرضهم تحرق وكنائسهم تهدم على أيدى قوات الاحتلال الإسرائيلى وسطن صمت العالم ، فالأعياد الدينية لن ولم توقف آلة الحرب والقتل والإبادة التى تطولهم كسائر الفلسطينيين ، فعيد الميلاد المجيد ياتي على الأسر الفلسطينية وهى تعانى وتشكو ، بعد أن سكن الخوف من القادم قلوبهم ، واختفت من أمام أعينهم مظاهر الاحتفال بالعيد.
اليوم .. زعماء جميع الكنائس المسيحية فى القدس والضفة الغربية وغيرها ألغوا الكثير من المظاهر الاحتفالية للسنة الثانية على التوالي، لكنهم يتمنون ان تصل رسالة السلام والمحبة التي يحملها عيد الميلاد المجيد من مهد السيد المسيح إلى العالم أجمع ، وأن يزول الاحتلال وينعم الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال.
اليوم .. تبقى بيت لحم حزينة حزن اهلها ، لأن ما يحدث فى غزة يؤثر على كافة مكونات الشعب الفلسطيني الواحد ، فمن يُقتلون فى غزة هم مسلمون ومسيحيون وهم جميعاً بين الموت والدمار والخراب فهى حرب على كل الفلسطينيين بمختلف اطيافهم ومذاهبهم وألوانهم .
وأخيرا دعوني ابارك لأهلنا وإخواننا وأخواتنا من كافة الطوائف المسيحية ، وكل عام وهم جميعاً بألف خير وعافية .. ميلاداً مجيداً وعاماً جديداً ملؤه السعادة والعطاء نتمناهما لهم ، أعادهما الله علينا وعلى الأردن بالخير واليمن والبركات".