تقلب الصفحات بالمنطقة على حسابنا
م. عبدالله الفاعوري
24-12-2024 07:42 PM
شرق اوسط جديد، متغير عن سابقه، جملة صدحت في اروقة العالم منذ بضع سنين، فبعضنا فسّرها اقتصاديا وبعضنا فسرها استراتيجيا ليفسرها آخرون سياسيا وعسكريا، فمذ فقدنا قوتنا تحولنا من الأفعال إلى القراءة والتفسير تتلاطم بنا أمواج المحيط الغربي لتغير قبلتنا واهدافنا بين لحظة واخرى.
بدأنا اليوم نشهد ملامح لما قيل بالأعلى عن الشرق الأوسط الجديد، ولماذا التركيز دوما على الشرق الأوسط؟!، لأنه الأرض المباركة التي بوركت في كل الأزمان والاديان تحمل طبيعة جغرافية معتدلة والكثير من الموارد والخيرات، لتكون سرا لجذب الامبريالية العالمية وجميع الطامعين إليها. فبعد أن كنا نتوقع شرق اوسط بوجود الأسد عند حضوره القمة العربية في جدة واتفاقيات الطاقة العربية التي كانت تسعى إلى التعاون الاقتصادي في مجال الطاقة والربط بين الدول، لكن زال هذا الهاجس، وسقط وزير هذا الراي من على رقعة الشطرنج ضحية لفكرة أخرى تعد لهذه المنطقة، فهل يكون هذا التحول هو أحد الآثار الديناميكية للتحول السياسي الأمريكي بين الديمقراطيين والجمهوريين، حيث أن سوريا بحلتها الجديدة سوريا معتدلة اسلاميا على النهج التركي تمثل خير ربط بين الإسلام و العلمانية والتعايش الديني الذي ينادي به ترامب وحزبه الجمهوري، فما يظهر لنا على ساحة المنطقة والاقليم قطع جميع اذرع إيران الطائفية التي استمرت بالامتداد على حساب الاقطار العربية على نزعة العنصرية الطائفية مما احدثت القلاقل في اقطارنا العربية والإسلامية المحيطة بالكيان المحتل لتتيح له الفرصة للوصول بالتسلطن الذي نعاينه اليوم يضرب من يريد ويستهدف من يريد من دون ردع، فبعد الوصول بهذا المشروع لمرحلة الفراغ ها بتنا نشاهد اليوم وئد هذا المشروع في منطقتنا واقطارنا لحساب مشروع الإسلام المعتدل المتعايش مع الاخر والذي يدعو للسلام وتقبل الكيان المحتل وكلنا لاحظ ذلك في تصريحات احمد الشرع المستمرة الداعية للسلام مع الكيان المحتل. فاليوم بتنا نتوقع مع بداية عهد ترامب بداية مرحلة التطبيع لهذا الكيان مع الاقطار العربية بعد ما وصل له من قوة وعلو والدخول في مراحل التعاون على كافة الجوانب.
إن الأسف اليوم علينا يكمن اننا غثاء كغثاء السيل، بكل طوائفنا فتفرقنا بعد ان كنا يقتصر على الحدود إلى اقطار اصبح اليوم في القلب معقود ، فقدنا ولائنا وبرائنا لكل منابع القيم الخاصة بنا من الإسلام إلى اللغة العربية إلى الهوية مما جلدنا ذاتنا وفقدنا خيراتنا واُستباحت حرماتنا وفرقت جماعاتنا، فاليوم ندر ما نجد دولنا تنظر بعين الدعم لبعضها في الكوارث والنوازل، لكن وطننا الاردن اليوم درة الشام أرض الرباط يثبت للجميع دوما انه يحمل رسالة جامعة تسعى لتعاضد العرب والإسلام فدوما ما يمد يد العون لاشقاءه من السودان إلى ليبيا إلى سوريا إلى غزة، وهذه السمة تقوي دولتنا أمام النوازل لان استمرارية هذه الرسالة تنم عن وعي وثقافة شعبية ورباط قلبي تحكمهم قيادة هاشمية حكيمة على التعاضد والتلاحم مع إخوتهم في كل الأمور، فاللهم ثبتنا على محبتنا الخير لإخواننا في كل البقاع واجعل فينا خيرا يشعل نهضة وحدة الامة وبريقها وعزتها.