عمون - أظهرت صور حديثة من الأقمار الصناعية معدل الذوبان الكبير الذي يعاني منه الغطاء الجليدي في غرينلاند، والذي يعد جزءًا أساسيًا من النظام المناخي للأرض. يلعب هذا الغطاء دورًا حيويًا في عكس أشعة الشمس، المحافظة على برودة القطب الشمالي، وتنظيم مستوى سطح البحر، إلى جانب تأثيره على أنماط الطقس العالمية.

اعتمد العلماء على بيانات من أقمار صناعية تابعة لوكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية لتحديد مدى تآكل الغطاء الجليدي في السنوات الأخيرة. تشير التقديرات إلى انخفاض حجمه بمقدار 900 كيلومتر مكعب، أي ما يعادل كمية مياه تكفي لملء بحيرة فيكتوريا في إفريقيا. وتركز الذوبان بشكل كبير عند الأنهار الجليدية القريبة من الحواف، مثل "جاكوبشافن إيسبري" و"زاخاريا إيسستروم".

من عام 2013 حتى 2022، انخفض سمك الجليد بمعدل متوسط بلغ 6.4 كيلومترات، لكن التآكل كان أكبر بخمس مرات في المناطق السفلى المعروفة بـ"منطقة الذوبان". كانت أشد فترات الذوبان في عامي 2012 و2019 بسبب ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق.

تم جمع البيانات باستخدام الأقمار الصناعية CryoSat-2 وICESat-2، حيث استُخدم الأول الرادار والثاني الليزر لقياس ارتفاعات الجليد بدقة. وأظهرت النتائج توافقًا مذهلاً بين الطريقتين، مع نسبة اختلاف لا تتجاوز 3%، مما يعزز موثوقية البيانات العلمية.

نيتن رافيندر، الباحث الرئيسي في الدراسة وممثل مركز مراقبة النظم القطبية في المملكة المتحدة، أكد أهمية هذه النتائج لفهم تأثير ذوبان الغطاء الجليدي على ارتفاع مستوى سطح البحر. وأشار إلى أن المعلومات المكتسبة ضرورية للمجتمع العلمي وصناع القرار على حد سواء.

نُشرت الدراسة في مجلة Geophysical Research Letters.

"وكالات"