قولوا لي كيف تمطر السماء بالخير وهناك قلوب كثيرة قد انتزعت الرحمة منها فشاعت الظلم والفجور بين الكثيرين وأصبح الظالم يتمادى في ظلمه غير نادما ولا رادع له.
كيف تمطر؟ وقد امتلئت القلوب الحقد والكره لبعضهم البعض .
كيف تمطر ؟ والمتمكن يستقوي على الضعيف بأذيته . كيف تمطر؟ وقد انتشرت الفحشاء والمنكر كيف تمطر؟ وقد أصبحت الأنفس تحترف الكذب بألسنة حداد .
كيف تمطر؟ وقد صار الزور والبهتان موضه هذه الأيام عند الكثيرين.كيف تمطر؟ وقد غدر وخان الناس بعضهم بعضا . وكيف وكيف؟ هنالك الكثير من التساؤلات.
للأسف العالم بأسره أصبح يتراجع شيئا فشيئا لمستوى متدني في الأخلاقيات وتعامل الناس بعضهم البعض في أي مجتمع كان.
رغم التطور والانفتاح الكبير بالعلم والتكنولوجيا إلا أن الناس يهبطون لمستوى انحدار شديد في تعاملاتهم الاجتماعية الشتى.
وهذا يتنافى مع الدين الاسلامي كليا.
فحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه".
وفي حديث آخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال" المؤمن لا يكذب".
وهناك الكثير من الأحاديث في السنة النبوية التي تربي المسلم وتهديه طريق الصواب والصراط المستقيم.
ولكن والله حال المسلمين اليوم يدمي القلب أسفا وحزنا على نهج عقولهم التي اكتسبوها من بيئاتهم المغلوطة أو من خلال جهلهم أو التي أخذوا بها دون دراية وفهم أو نهجهم الذي يأخذون به من خلال الاستماع للآخرين والأخذ بأحاديثهم دون أي برهان فتراهم هائمون تارة هنا وتارة هناك كأنهم ربورت بأيدي الآخرين يوجهونه كما يريدون.
وفي الأخير يتناسى الأغلبية من المسلمين اليوم وجود الرقيب والسميع والبصير عليهم.
فتصبح نفوسهم تعج بالأنانية وحب البقاء وهو يعلم أن لا بقاء للإنسان ويوما ما سوف يغادر هذه الحياة ولكن تعميه حب الدنيا عن الله فيرتكب ذنوب وأخطاء فيصبح قلبه مظلم لا يعرف سوى الشر والإساءة للآخرين لا يرحم ابدا جائر قاسي يعيث الفسق بين الناس ومن لا يرحم لا يرحمه الله.
فكيف إن كانوا كثيرين من فصيلة هذا الإنسان .
فقولوا لي كيف تمطر؟..