facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأمن المائي الأردني وأطماع اسرائيل السورية


خلدون ذيب النعيمي
24-12-2024 07:34 AM

لا يمكن النظر للاعتداءات الاسرائيلية على مناطق الجنوب السوري في الجولان وجبل الشيخ وحوران بمعزل عن العقلية الأستراتيجية التي قامت عليها دولة الكيان الاسرائيلي القائمة على السيطرة الكاملة عمصادر المياه المغذية لفلسطين التاريخية من اجل تلبية احتياجات مستوطنيها في منطقة توصف عالمياً بجفافها وقلة المياه الجارية فيها ، فكان طلب الحركة الاسرائيلية ان يشمل وعد بلفور المشؤوم مصادر المياه شمالاً حتى نهر الليطاني وجبل الشيخ وشرقاً حوضي نهر اليرموك والزرقاء ، وليس بعيداً عن هذه العقلية الإستحواذية المشاريع الإسرائيلية السابقة في تحويل نهر الأردن وتجفيف بحيرة الحولة وسحب المياه فيهما الى مستوطناتها في منطقة النقب الصحراوية جنوب فلسطين ، فضلاً عن الحرص على السيطرة الكاملة على مصادر المياه في الضفة الغربية لتعزيز حركة الاستيطان فيها وبالتالي حرمان الفلسطينيين من تلبية احتياجاتهم المائية المناسبة .

يعرف الحوض النهري بالأعراف الدولية بأنه المنطقة التي يجري فيها النهر وروافده ، وبالتالي فأن حوض نهر اليرموك المشترك بين سورية والاردن يمتد شرقا لغاية منطقة جبل العرب في محافظة السويداء السورية والمزودة لأودية منطقة اللجاة وبحيرة مزيريب وصولاً لشلالات زيزون وتل شهاب ، فيما يمتد شمالاً من خلال وادي الرقاد الممتد من السفوح الجنوبية لجبل الشيخ ووادي طعيم التي زارها كاتب هذه السطور ورأى مدى وفرة مياهها ، وفي الاردن يشار لحوضه أحيانأً ببعض الاودية الصحراوية الشتوية الجيران والتي تبدأ في جبل العرب مثل اودية راجل وسلاحيب في البادية الشمالية (المذكورة في قصيدة ياطروش المشهورة "هديت بكم وادي راجل ووادي سلاحيب") التي تصل لواحة الأزرق فضلاً عن اودية الشجرة وعقربا وغيرها في حوران الاردنية وأمتداد قناة الغور الشرقية الى البحر الميت.

مما سبق تتمثل خطورة الأفعال الاسرائيلية في الجنوب السوري على الامن المائي الأردني خصوصاً في ظل الاوضاع الاقليمية الحالية والامتعاض الإسرائيلي الكبير من الاجراءات الاردنية في فضح العدوان والأبادة الاسرائيلية على أطفال ونساء غزة عالمياً على المستوى الرسمي والشعبي ، ولا شك ان اسرائيل ستستغل هيمنها على مصادر المياه في الجنوب السوري للضغط على الاردن مائياً والذي يعتبر اصلاً من افقر دول العالم بمصادره المائية وحصة الفرد هي الاقل أقليمياً ودولياً .

وهنا تبرز أهمية الاجراءات الرسمية الاردنية في ابراز اثر هذه الافعال العدوانية على السلم والامن الاقليمي والدولي أضافة الى أهمية تعزيز استقرار وقوة الدولة السورية التي تمر في مرحلة انتقالية مهمة في تاريخها ، فالماء هو عنصر قوة واستقرار وحضارة للأمم والشعوب فلا غرابة ان كثير من المحللين اشار ان حروب الطاقة الأحفورية قد ولت واصبحت من الماضي بسبب تطور استعمال بدائل الطاقة النظيفة ، وأن الحروب القادمة على هذا الكوكب ستكون حروب مائية بإمتياز في ظل ازدياد عدد السكان وشح الماء الحاصل بالنظر للتغيرات المناخية الشاملة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :