تزهو ويوبيلك الفضي يملؤنا فخراً
د. تمارا زريقات
23-12-2024 10:47 PM
في الذكرى الخامسة والعشرين لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين سلطاته الدستورية، يطل جلالته عبر منصة (X) بكلمات ملؤها الفخر والاعتزاز، تعكس الروح الأردنية الأصيلة وتجسد نهج القيادة الحكيمة التي صاغت تاريخاً جديداً للأردن يسطر في صفحات نجاحاته، كلمات جلالة الملك عبدالله الثاني تعد بمثابة رسالة عاطفية ووطنية تحمل الكثير من المعاني، فهي تعكس الفخر الوطني، و التواصل المستمر مع الشعب، و الاعتزاز بالإنجازات، و الثقة في قدرة المواطنين على استكمال مسيرة البناء والتقدم.
جلالته يؤكد من خلال هذه الكلمات على أن الوحدة الوطنية والتعاون المستدام هما الركيزتان الأساسيتان لتحقيق مستقبل مشرق للأردن. كما تعزز هذه الرسائل شعور المواطنين بأنهم جزء لا يتجزأ من مسيرة الوطن، وأن القوة الحقيقية تكمن في التضامن والعمل الجماعي.
إن النهج القائم على التواصل مع الشعب جزء أساسي من سياسة جلالته منذ أن تولى جلالة الملك سلطاته الدستورية، ففي كل زيارة لإحدى المحافظات يعكس جلالته إيمانه الحقيقي بمبدأ الشفافية والمشاركة الشعبية في صنع القرار، هذه الزيارات لم تكن مجرد لقاءات بروتوكولية بل فرصة حقيقية لجلالته للاطلاع على التحديات الميدانية التي تواجه المواطنين فضلاً عن فحص المشاريع التنموية عن كثب، والتعرف على سير العمل في المشاريع الحيوية في تلك المناطق ليعبر المواطنون عن مطالبهم وتطلعاتهم بشكل مباشر أمام جلالته، نهج يؤكد ويجسد الثقة المتبادلة بين القيادة والشعب، وعمق التلاحم الوطني لتجاوز التحديات وتحقيق الأهداف.
جاءت هذه الزيارات لتتماشى مع التوجهات الملكية التي أكّدها جلالة الملك في أكثر من مناسبة على ضرورة الاهتمام بالمواطن الأردني في كافة أنحاء المملكة وعدم حصر التنمية في المدن الكبرى، ورؤيته الملكية حول الوحدة الوطنية والتعاون المشترك ومعاني القرب والانسجام والاحترام المتبادل بين القيادة والشعب؛ ليظهر ذلك جلياً في عبارة ذكرها جلالة الملك عبر منصة ( x) ويذكرها دوماً بأن شعبه ليسوا مجرد مواطنين بل "أهله وربعه".
“الأردن بمكانته وأهله النشامى، مصدر إلهام وحكاية تروى للأجيال”؛ تعبر هذه العبارة التي وردت في كلمات جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين عن عمق الفخر والاعتزاز بالأردن وشعبه، جلالة الملك يبدأ الحديث عن مكانة الأردن، وهذه إشارة مباشرة إلى القدرة الاستراتيجية للأردن على المستوى الإقليمي والدولي ومكانته الكبيرة في المنطقة والعالم؛ حيث يلعب الأردن دورًا محوريًا في القضايا والأزمات الإقليمية ودور الأردن القيادي في المحافل الدولية، مكانةً تعكس سياسة الأردن الخارجية المتوازنة التي تساهم في تعزيز الأمن الإقليمي والدولي، وربط هذه المكانة. بالحديث عن الشعب الأردني: “وأهله النشامى” لتعكس التقدير الكبير الذي يكنه جلالة الملك لشعبه؛ فكلمة “النشامى” هي كلمة ذات دلالة ثقافية عميقة في لهجتنا الأردنية، وتشير بمضموناتها إلى الكرم، الشجاعة، والشهامة، والقيم الوطنية الرفيعة التي يتمتع بها الشعب الأردني، مثل الإخلاص للوطن، الكرامة، والوفاء للقيادة الهاشمية، وهي صفات يُنسبها الأردنيون لأنفسهم ويعتزون بها.
ليغدو الأردن “مصدر إلهام وحكاية تروى للأجيال” وهذه فكرة عميقة تشير إلى قدرة الأردن على إلهام شعوب المنطقة والعالم، فتاريخ لأردن وحاضره يمثل دروسًا وقيمًا يمكن أن يتعلم منها الأجيال الجديدة في القدرة على التحدي والصمود أمام التحديات، بما يقدمه من نماذج في التعايش السلمي، والعمل المشترك، الوفاء للثوابت الوطنية، والإصرار على تحقيق الأفضل؛ فعلى الرغم من الظروف المحيطة، استطاع الأردن أن يكون نموذجًا في التعليم، والتمكين الاجتماعي، والحوكمة الرشيدة.
ويضع جلالته الثقة في الشعب الأردني، مؤكدًا أن القوة الحقيقية تكمن في وحدة الشعب وجهوده المستمرة. “سيبقى الأردن قويا بكم ويعمر بسواعدكم”، مؤكداً جلالته على الوفاء بالعهد مجسداً رؤية قيادته الحكيمة وتوجهاته نحو شعبه، والاستمرار في دعم المواطنين، والعمل المشترك من أجل مستقبل أفضل للأردن، فعبارة “على العهد” تعكس التزام جلالته العميق تجاه شعبه، وهو مفهوم أساسي في القيادة الهاشمية التي تميزت دوماً بالوفاء والعهد؛ فكان هذا الأسلوب في القيادة هو السمة المميزة للأردن، فهي قيادة تلتزم بما تقوله وتنفذه.
في هذه الكلمات الملكية، تتجسد القيم الوطنية السامية التي أسسها الهاشميون في الأردن، وهي الولاء للوطن، والاعتزاز بالإنجازات، والعمل المشترك. اليوبيل الفضي ليس فقط مناسبة للاحتفال، بل هو فرصة لتأكيد الالتزام المتجدد ببناء وطن قوي، مستقل ومزدهر. وسيظل الأردن أنموذجًا للإرادة والتحدي، بفضل شعبه النشامى وقيادته الحكيمة التي لم ولن تتخلى عن واجبها.
حفظ الله الأردن وطناً وملكاً وشعباً...