هذه الكلمات للذين يطعنون الاتجاه الاسلامي ويدسون السم في الدسم ويمارسون المغالطات التاريخية والواقعية، ويجعلون الإسلاميين في قفص الاتهام.

اذا نظرنا نظرة في التاريخ الحديث وأعني به مرحلة الاستعمار والاستقلال لوجدنا الاسلاميين في الصدارة.

فهذا عبد الكريم الخطابي وعبد القادر الجزائري وعمر المختار وعزالدين القسام والمهدي والسنوسي والشيخ شامل هم بعض أعلام مقاومة المستعمر، قدموا دماءهم ولم يهرولوا خلف سلطة حكم بل كان دافعهم تخليص بلادهم من المستعمر على أساس أن هذه المقاومة عمل جهادي يطلبه الإسلام . واذا نظرنا في الواقع على أساس المجموعات فقد تأسست مجموعات لهذا الغرض ووجدنا المقاومة السرية في قناة السويس التي تحدث عنها الراحل كامل الشريف ، ووجدنا عدة فصائل قاومت الوجود الانجليزي والروسي في الأفغان ، واليوم نجد فصائل إسلامية تقاوم المشروع الاحتلالي التوسعي . وبسقوط أسد ظهرت مجموعات إسلامية قدمت دمها وهي تقاتل دفاعا عن الشرف والعرض والكرامة في سوريا .

هذا التاريخ الطويل يتجاهله الذين يتصيدون في الماء العكر فيبيعون المواقف والكلمات والاقلام محذرين من الاتجاه الاسلامي المذبوح في كثير من الاماكن .

واليوم ومع تغير الحال في سوريا وزوال النظام السابق يكاد بعضهم يتباكى على ما تؤول إليه الأوضاع في سوريا .

تدعون الديمقراطية فإذا كانت نتائجها لصالح الاتجاه الاسلامي لوحتم لنا بطالبان ولباس المرأة والخمور ووووو وان كل ذلك خطر على المجتمع وتماسكه . كونوا ديمقراطيين وانتظروا كي نشاهد إدارة الإسلاميين فإن فشلوا فليس الأمر غريبا ، إذ كلنا يعرف وعرفنا عن سجون الظلم والقتل والسحل وانتهاك الأعراض ونهب المال العام والتحجيم والتضييق ومنذ الاستقلال والسجون العلمانية والدكتاتورية تأكل لحوم الإسلاميين وكل الاحرار . هل الإسلاميون هم من تسبب في المديونيات ؟ هل هم من أورثنا الهزائم ؟ هل هم المسؤولون عن الأمية ؟ هل منهم من سرق من المال العام ؟ . انهم جزء من الشعب فلماذا تداعى عليهم الأقلام والابواق ؟ اذا اخطأوا فليسوا اول من اخطأ ، دعونا نجرب ، فقد جربنا حكم البعثيين في سوريا والعراق ، وجربنا حكم الناصريين ، وجربنا حكم الدكتاتوريين ، وحكم الملالي .

اعتقد انها فرصة لنختبر قدرة هؤلاء على إدارة دولة عصرية بأصالة إسلامية وبراغماتية سياسية ، وبروح وطنية جامعة ، وعلاقات إنسانية مع المجتمعات الدولية ضمن معادلة المصالح والمكاسب . لا تحرمونا من هذه التجربة فخيرها خير لنا ، وشرها لن يكون غريبا على حال أمتنا الممزق .