facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الدولة والسلم الأهلي


أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
23-12-2024 02:11 PM

السلم الأهلي هو جوهر صلابة و مرونة الجبهة الداخلية لاي مجتمع أو دولة له مقومات و مظاهر و قبل ذلك له شروط لتحقيقه سنمر عليها جميعا في هذه العجالة.

ذكرت في مقال سابق ان الدولة هي فكرة حديثة نتاج للفكر الاوروبي تهدف لحل النزاعات بتشكيل كيان بحدود جغرافية محددة يجمع الهويات الفرعية للمجتمع على تلك الارض تحت هوية الدولة و يدار من سلطة سياسية بعقد اجتماعي يحدد من خلال الدستور وما ينبثق عنه من قوانين و مؤسسات بحيث تكون كافة الهويات الفرعية تحت سقف الدولة و تتعامل بالحوار و قبول الاخر بعيدا عن العنف باستثناء العنف الذي تحتكره الدولة للدفاع عن حدودها الجغرافية و تطبيق القانون.

لبقاء الدولة و استقرارها و تطورها تحتاج للسلم الأهلي و الذي يتحقق بتحقيق اهداف نشوء فكرة الدولة و يتعمق بشرعية وجودها بالاضافة لشرعية الاعتراف الدولي.

أهداف نشوء الدولة هي ثلاثة؛ الاول حماية حقوق و مصالح فئات الشعب و الثاني حماية الحرية الفردية و الحريات المدنية ضمن سقف العقد الاجتماعي و الثالث وجود سلطة حاكمة مركزية تطبق القوانين و تسعى للعدالة الاجتماعية و محاربة الفقر. الهدف الاول تمثله السلطة التشريعية التي تمثل مختلف الهويات الفرعية لحماية حقوق الجميع و تشاركية الاقليات و الاكثرية و أما الهدف الثاني فتمثله السلطة القضائية التي تضمن حقوق افراد و مؤسسات المجتمع دون تغول على حريات الاخرين و أما الهدف الثالث فتمثله السلطة التنفيذية التي تدير الدولة و تحمي حدودها الجغرافية و هويتها الثقافية الوطنية. كلما كانت قدارات الدول اقل كلما احتاجت لتضخيم السلطة التنفيذية حتى لا تكون هنالك منافذ للدول الاقليمية و الدول الكبرى و لكن ذلك سيؤدي حتما لإضعافها سياسيا بحيث تميل اما الى التسلط الذي يفقدها المرونة او الى تقوية الجبهة الداخلية من خلال نموذج مرن يعمق شرعيتها الثقافية (الية التفكير) و شرعية الانجاز (الية الانتاج) و ذلك كما ذكرت في مقال سابق ان المجتمعات و الامبراطوريات و الدول قامت على عاملين و هما العامل الثقافي (الية التفكير) و العامل الاقتصادي (آلية الانتاج).

برأيي أن الشرق عموما همش العامل الثقافي الذي يعطي المرونة للدول و المجتمعات لذلك نرى أن الغرب قام على النموذج الثقافي الذي بنيت عليه الثورة الفرنسية اما الشرق عموما فما زال تائها بايجاد نموذج ثقافي لذلك نجد الصراع و التنافس بين النماذج الثقافية من القبلي الى المناطقي الى الديني الى القومي الى الطائفي الى العرقي دون وجود هوية ثقافية واضحة المعالم تستوعب جميع الهويات الفرعية ضمن مضلة القانون و قبول الاخر و الحوار و التسامح.

الخص وأقول أن مقومات السلم الاهلي هي احترام العقد الاجتماعي وبناء الثقة بين الافراد ومكونات المجتمع والمؤسسات الحاكمة وعدم الإقصاء والتهميش وتعزيز الانتماء ببث الامل، أما مظاهر السلم الاهلي فتتجلى في الاخلاق العامة و احترام الاخر و نبذ العنف و الدفاع عن حدود و هوية الوطن.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :