نتنياهو وحكومته في الزاوية
كمال زكارنة
23-12-2024 11:13 AM
تصاعدت اخيرا الانتقادات الحادة والصريحة والمباشرة ،من قبل اهم المسؤولين الاسرائيليين ضد نتنياهو،واخذت شكل الاتهامات المباشرة له بتعطيل صفقة التبادل وانهاء الحرب وعدم الاهتمام بحياة الاسرى الاسرائيليين، ومنع تحريرهم وعودتهم الى ذويهم بسلام،وارتفعت حدة الاتهامات المتبادلة بين نتنياهو وخصومه ،الى حد تبادل الالفاط النابية ،والاتهام المتبادل بالخنوع والجبن والخوف وعدم الوطنية، وغير ذلك من اتهامات وتجريح لبعضهم البعض،التي تحصل للمرة الاولى في تاريخ الكيان الغاصب لفلسطين.
مسؤولون اسرائيليون شنوا هجوما عنيفا على نتنياهو ،بسبب سياسته الرافضة والمعطلة لأي اتفاق يفضي الى تبادل الاسرى ووقف الحرب، هم بيني غانتس ويائير لابيد وايهود باراك وافيغدور ليبرمان ويواف غالنت وأزينكوت وغيرهم كثر،وهؤلاء لهم وزنهم وتأثيرهم في الشارع الاسرائيلي ،الامر الذي تسبب بحشر نتنياهو وزمرته المتطرفة وخاصة بن غفير وسموتريتش في زاوية ضيقة،ليس لاسباب سياسية تنافسية حزبية ،وانما لاسباب اتهامية مباشرة لنتياهو ،وتصاعدت اللهجة من بعض المسؤولين الاسرائيليين مثل غانتس ،الذي خاطب نتنياهو بأنه لا يمكن ان يقرر مصير اسرائيل والاسرى الاسرائيليين لوحده ،وغير مسموح له ان يستمر بهذه السياسة المتهورة .
اصبح نتنياهو متهما بالعمل على تخريب اسرائيل والتضحية بحياة الاسرى الاسرائيليين ،والمهم في هذا السياق ان تصل الرسالة واضحة كما هي الى الرئيس الامريكي المنتخب ترامب،الذي دعا محذرا ومهددا بضرورة وقف الحرب في غزة واطلاق سراح الاسرى قبل العشرين من الشهر المقبل،وان يعرف ويدرك الرئيس ترامب ،ان المعطل والمعيق الوحيد ،والذي يتفرد بتعطيل التوصل الى اتفاق هو نتنياهو ،وهذا يشهادة المسؤولين الاسرائيليين ،الذين كانوا يوما حلفاء لنتنياهو ،وشركاء له في حكوماته المتعاقبة ،وان الجانب الفلسطيني لا يتحمل اية مسؤوليات في عدم التوصل للاتفاق المنشود،وهذا معلن على الملأ،ولا يجوز لاية جهة اتهام الفلسطينيين باعاقة التوصل لاتفاق ينهي الحرب ويحرر الاسرى .
نتنياهو لا يلقي بالا ولا اهتماما للمجتمع والشارع الاسرائيلي ،ولا للمسؤولين الاسرائيليين المطالبين بالاتفاق،ولا احد في هذا العالم يمكن ان يجبر نتنياهو على التوصل للاتفاق، الا الرئيس الامريكي دونالد ترامب.
لكن الاسرائيليين لا يؤتمن جانبهم ،وقد تكون لهجة التصعيد الحالية ضد نتنياهو ،تغطية على خطة عسكرية تم اعدادها او يجري العمل على اعدادها ،لتوجيه ضربة قوية لايران او اليمن او لكليهما معا.
الموقف الامريكي يجب ان يتحرك من المربع الواقع على يمين حكومة نتنياهو،ويتجه نحو منتصف المسافة ،او الى الثلث الاول منها على الاقل ،وتسمية الاشياء بمسمياتها بعيدا عن الانحياز المطلق لمجرم حرب اسمه نتنياهو ،يبحث عن نصر مطلق على حساب سفك دماء الاطفال والنساء والمدنيين في قطاع غزة .
اليوم لا توجد اية نقاط معتمة او رمادية ،في صورة الواقع السائد للجهود التي تبذل لانهاء الحرب على غزة ،بعد التوصل الى صفقة التبادل ،ونتنياهو هو اللغم الوحيد الاوحد المتبقي في طريق الاتفاق.