صاحب جاه واصدقائه وزراء ونواب واعيان واصحاب عطوفة .له كلمته القوية لدى اصحاب القرار من تجار وفجار طعامة في ارقى المطاعم وجلساته في المقاهي المميزة وهندامة من اغلى الماركات .يدة كانت ممدودة للخير يرتعب من كلمة جوع ومرض ولم يتاخر عن مد يد العون للغريب قبل القريب .ذكي ومتكلم وصاحب خيال تحبه النساء للباقته وكلامه المعسول .السفر كان رفيقه من دولة الى اخرى .
كان كارها للتطرف والعنصرية والاقليمية والطائفية .صاحب حدس كبير .سافر ليمتع نفسه في دولة شقيقة وهناك اختلف مع احد اصحاب النفوذ .
وجد نفسه في ابشع المعتقلات وتهمته تنظيم اسلامي متطرف رغم بعده عن التدين .نفى التهم وتعرض للتعذيب والتنكيل وخرج بعد مدة وقد تدلت لحيتة ووصل شعرة من الطول لا تملكه اجمل النساء ووزنة لم يتجاوز الخمسة والاربعين كيلو غراما بعد كرش انيق تتدلى عليه ربطة عنق جميلة .
خرج من ذلك القبر محطم ودخل عوالم الطب النفسي محاولا ترميم ما تبقى من شخصيته وبدئت خسائرة تتوالى لانه اهمل اعمالة وتدمر نشاطة ولم يتبقى حولة الا القليل من اولائك الاصدقاء الذين تربو على العز والكرم والحفاظ على الود .
راسلهم يشرح اوضاعه راجيا تامينة بقوت يومة وشيئ يخفف اوجاعة ولم يتاخر الخيرين الذي تاجر بهم واعتبرهم كنز لا ينضب من الاخلاق والكرم والنخوة ولكن بقي صديقنا منزويا مقهورا تخفف تلك الجرعات الصعبة من السموم العضوية والنفسية التي تسري في جسدة ونفسيته جزء من الالم .
قرر ان يتفقد خزانة ملابسة وبدء بتفقد ربطات العنق التي بقيت على حجمها فيمكن تكبيرها او تصغيرها بحركات ناعمة اماالالبسة الفاخرة فاصبحت كبيرة على حجمة وقرر توزيعها واستدعى احد الفقراء وبدء يعبىئ الحقيبة بما وسعت خزائنة وذاك الرجل ينظر اليه مبتسما مما لفت نظره وعند السؤال عن سبب الابتسامة فكان الجواب وهل تريد ان يزيد المتسولين بوطني ؟ هذة الالبسة جلبت لك الفقر والجوع والعوز .نظر صديقنا للرجل وقال له انا متسول انيق والله وحده يغير الحال لافضل .
تفضل هديتك ان كنت ارتديها او مزقها او القي بها في القمامة .لم تعيد لي الماركات العالمية شيئا مما فقدت من صحتي ولم ترمم نفسيتي .لم يتبقى لي يا صديقي من هم الا ثمن الكفن وتكاليف القبر ...