سورية كانطلاقة للنسيق العربي الموحد
خلدون ذيب النعيمي
22-12-2024 11:51 PM
يمثل الوقت الحالي مع بوادر التنسيق العربي الحاصل بعد أجتماع العقبة للتباحث بالوضع السوري الجديد مع سقوط النظام السابق فرصة حقيقية لتنسيق موحد قائم على ارض الواقع يشعر بأهمية وجوده المواطن العربي أياً كان موقعه ، هذا التنسيق الذي ما فتأت توكد عليه الأدبيات الرسمية والشعبية العربية فضلاً عن ميثاق تأسيس الجامعة العربية ، وما أستجد حالياً عليه الوضع في سورية العضو المؤسس في هذه الجامعة ينتظر من العرب موقفاً يؤكد أهميتهم الأقليمية ووجود مشروع أستراتيجي موحد لهم في وضع يتفق فيه الكثير ان المشاريع الأخرى تناور على الساحة العربية فقط ، والوضع الحالي في سورية ليس بعيداً عن ذلك اذا تأخر العرب ووضع الأخرين بصماتهم النابعة من مصالحم فوقتها لن ينفع أي جهد فكما يقول المثل الشعبي " متاع العروس الذي لا يخرج معها فبالتأكيد لن يلحقها" فلكل وقت أذانه .
لا شك ان سرعة التغيير الذي حدث في سورية خارج توقع أي جهة ، وعلى العرب العمل مع التركيز على الايجابيات الحالية من خلال مساعدة مؤسسات الدولة السورية على النهوض والقيام بواجبها وتأليف مكونات الشعب السوري منعاً لعودة الصراع باي صيغة ، فضلاً عن بث روح التفاؤل والأمل لدى هذا الشعب المتعب من سنوات الحرب الطويلة وذلك وصولاً ان تأخذ سورية مكانها الى جانب اشقائها العرب في دعم قضايا امتها ورفعة شأنها ، فالعجز والفراغ السياسي جاذب كبير لمختلف القوى ليكون لها كلمتها بما يخدم مصالحها ، وتقاعس العرب هنا سيكون أخفاقاً كبيراً ينال الاخرين ثماره بلا شك .
الاردن كمنطلق لعمل هذا التنسيق بجهوده المشهودة منذ تجدد الاحداث الحالية السورية وما نتج عنها له خصوصيته كجار جيوسياسي ديمغرافي مهم فحدوده التي تقارب 400كم فضلاً عن التركز الديمغرافي الواضح في حدوده الشمالية اذا علمنا أن إربد عاصمة الشمال الأردني وثاني اكبر تجمع سكاني به تبعد 15 كم هوائي عن الحدود السورية ، فضلاً ما سببته الأزمة السورية من نتائج صعبة على الاردن في مختلف المجالات ، هذه الخصوصية التي استطاع صانع القرار الاردني التأكيد عليها مع القرار العربي بقطع العلاقات مع النظام السابق فكان قراره الاستمرار مع التواصل مع هذا النظام بل والتواصل مع القوى الموجودة على الارض مثل روسيا وايران لحفظ مصالحه وأمنه ، وهذه الخصوصية لم تنتهي حالياً في ظل المستجدات ومن هنا كان التأكيد الرسمي الاردني على احترام خيارات الشعب السوري وحفظ السيادة السورية ومقومات الدولة ، وهو الأمر الذي يؤكد بعد النظر للقرار الاردني بعيداً عن أي تجاذبات من شأنها تأزيم الوضع الغير مستقر أصلاً لغاية الآن في الجارة الشمالية .
على العرب ان يكونوا على قدر مسؤولياتهم في التأكيد على مخرجات اجتماع العقبة في وقت يؤكد على اهمية هذه المخرجات كثير من الاطراف الإقليمية والدولية وحتى في الداخل السوري ، وإجراءاتهم بما يخص سورية الآن هي محك لجهودهم وفرصة لهم في ظل ما يحدث في ساحاتهم ، فمن يدري فربما تكون سورية منطلقاً جديداً وحقيقياً للتنسيق العربي فيما يحدث حالياً ووفيما سيحدث مستقبلاً في منطقة خصبة الأحداث وصعب التنبؤ فيما سيجري فيها بأي لحظة ، فعلي العرب التهيؤ والاستعداد "فالعليقة لا تفيد يوم الغارة" كما يقول المثل العربي المشهور .