جامعة فيلادلفيا تكرّم الربَّاعي في اليوم العالمي للغة العربية
22-12-2024 06:18 PM
عمون - احتفى قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة فيلادلفيا بيوم اللغة العربية العالمي باستضافة أستاذ الشرف الأستاذ الدكتور عبد القادر الرباعي في ندوة حوارية أدارتها الدكتورة رشأ الخطيب، تعرض للطلبة قصة نجاح حيّة جمع صاحبها إلى الإبداع في التعلم والتعليم الإبداع في الأدب والنقد ونقد النقد في تجربة رائدة امتدت أكثر من خمسين عامًّا من عمره.
وبدأت الندوة بكلمة لرئيس القسم الدكتور حمزة النادي رحَّب فيها بالضيف والحضور من الأساتذة والطلبة، وأبان فيها عن منزلة العربية في بناء الثقافة، ومنزلة معلمها صانع الإنسان الذي جعل الله خلقه موازيـًا لنعمتي تعليم القرآن وتعليم البيان، وجعل كل ذلك من فواضل اسمه الشريف "الرحمن".
وأفاض رئيس القسم في الحديث عن منزلة العربية وأنَّها أدق اللغات في التعبير عما يمور في العقول أو تهتاج به الصدور، لغة هي أقرب اللغات إلى الفطرة الإنسانية، تعبر عن أسمى المعاني الإنسانية أحسن تعبير لأنها وسعت كتاب الله رسالة سامية للبشر جميعًا على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأعراقهم. "نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين"
ولمّا كانت المحاورة صيقل الفهم ومادّة العلم، آثر قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة فيلادلفيا أن يكون احتفاؤه هذا العام بيوم اللغة العربية العالمي محاورة لأحد أعلامها الكبار هو الأستاذ الدكتور عبد القادر الرباعي.
ثم قدَّمت الدكتورة نداء مشعل أستاذة الأدب الحديث ونقده في القسم مداخلة في مسيرة الدكتور عبد القادر الربّاعي النقدية بداية من تأثره بأستاذه الدكتور شكري فيصل في جامعة دمشق، الذي كان يعلم طلبته تشريح النص بطريقة جذابة وحية وفاعلة، فحبب إليه دراسة النقد، ودفع نفسه إليه دفعًا، وكانت تجربته النقدية موزعة في ثلاثة محاور أساسية، أولها: الصورة الفنية في الشعر، وثانيها: تحليل النص الشعري، وآخرها: النقد الثقافي، وقد توزعت كتبه التي تربو على الثلاثين ضمن هذه المحاور.
ووقف الدكتور هيثم جديتاويّ عند "معارج الإرادة: صفحات من حكاية وشم لعبد القادر الرباعيّ" وما فيها من محطات في حياة صاحبها للاقتداء به، والسير على خُطاه، ومحاولة الإفادة من نهجه، وهو مَن بدأها في حديثه عن مراحل تعليمه بالدراسة في الكُتّاب وختمها بتأسيس جامعة جدارا ورئاستها مع ما تخلّل ذلك من إدارة قسم اللغة العربيّة في جامعة اليرموك، ومركز الدراسات الإسلاميّة، وعمادة كلية الآداب في الجامعة نفسها.
وتحدث الدكتور عاصم الحنيطي عن جهود الدكتور عبد القادر الرباعي النقدية، كما بدت في عيون محبيه الذين كان المحفز الأول لهم على اقتحام ميدان النقد وحصنه المنيع خاصة النقد الثقافي، وعرض كذلك لدراسته الفذة عن كتاب "المقابسات" لأبي حيان التوحيدي. وأشار أيضًا لجهود الأستاذ الكبير في نقد النقد منها دراسته لأطروحة الدكتور نصرت عبد الرحمن عن الصورة الفنية في الشعر الجاهلي.
وعرضت الدكتورة هنادي أبو قطام مداخلة عنوانها: "من البلاغة الجمالية إلى البلاغة التكوينية، المدرسة الربّاعية وتحولات النقد الثقافي" وقد أفاضت في جلاء قسمات ملامح هذه المدرسة، وتصور الأستاذ الكبير للبلاغة، والنقد، والنقد الثقافي، وأثر ذلك في الحركة النقدية.
ثم تحدث الأستاذ الدكتور عبد القادر الربّاعي في كلمة موجزة عن أهمية اللغة العربية ووجوب إحيائها على الألسنة، واستعمالها في المحافل، وأشار إلى أن خير ما يصقل معرفة الطالب بها هي القراءة الفاحصة المتدبرة لمن يحسنون التعبير بها، ثم تحدث عن بعض العقبات التي واجهته في صغره، وكيف وقف أمامها بعزم وإصرار، بداية من كُتَّاب قرية كفر راكب وإمام مسجدها، ثم التحاقه بالمدارس التي لم تكن قريبة من قريته في جميع المراحل، وعزوفه عن العسكرية والطب خلافًا لرغبة والده. ثم فتح باب الحوار مع الأستاذ الكبير، وكان من أهم ما وجه إليه من الأسئلة سؤال عن مسيرة النقد الثقافي في العالم العربي، وهل كانت إبداعية في معظمها أم تابعة لما يقوله كثير من المستشرقين، وكان من إجابة الأستاذ أن النقد الثقافي نقد مهم جدًّا، يُحفظ للغذامي أنه وجه الأنظار إليه لكنه ألبسه حلة غير مقبولة ولا مستحسنة إذا ما وزنت بميزان البحث العلمي بما تضمنته من أحكام جائرة على مسيرة الشعر العربي.
ثم ختم عميد الكلية الأستاذ الدكتور غسّان عبد الخالق هذه الندوة الحوارية بكلمة مقتضبة، وأشار فيها إلى أنَّ مثل هذه الندوات تعرض تجارب حية زاخرة تتجاوز المحاضرات المباشرة التي لا يكون لها أثر كبير في نفوس الطلبة، ثم تحدث عن شخصية الأستاذ الدكتور عبد القادر الرباعي، وأثره في نفوس طلبته، وأنه قدّم الصورة المنشودة لأستاذ العربية بأناقته ولطفه ومهابته، وأن الطلبة كانوا يتخذونه قدوة حية يطمحون إلى أن يصلوا إلى مثل ما وصل إليه، والأستاذ الدكتور غسان عبد الخالق واحد من أولئك الطلبة الذين كانوا معجبين إعجابًا بالغًا بأستاذهم. وأشاد عميد الكلية بتواضع الأستاذ الدكتور عبد القادر الرباعي حين ذكر المدرسة الأردنية في النقد الثقافي، ولم ينسبها لنفسه مع أنها مدرسة ربّاعية في المقام الأول، فهو مؤسسها وراعيها، وطلبته هم أعلامها بعده. ثم ختم الأستاذ الدكتور غسّان عبد الخالق كلمته بتكريم الضيف الكبير الأستاذ الدكتور عبد القادر الربّاعي بدرع وشهادة تقدير رمزًا للمحبة والوفاء لهذا الأستاذ الكبير كِفاء ما قدَّم للعربية وأدبها وأبنائها في الأردن والعالم العربي.
وتلا ذلك تكريم طلبة القسم المتفوقين على قائمة شرف الكلية والجامعة، وتخلل الندوة افتتاح ركن كتاب مجاني يفيد منه من يشاء من الطلبة، ليعيدوا صلتهم بالكتاب الورقي، ويصقلوا معارفهم بالقراءة.