عمون - سرد الوزير والنائب وأمين عمان الاسبق الدكتور ممدوح العبادي قصصا مثيرة في مؤلفه الصادر اخيرا (السياسي "الامين") تنشر عمون ابرزها.

وسرد العبادي في مذكراته قصة استغراب الملك الراحل الحسين بن طلال منع جماعة الاخوان المسلمين من تنظيم مهرجان خطابي في عمّان ضد التطبيع بعد أن اعلنوا عنه في الصحف.

وكتب العبادي: سمع الملك الحسين بالحادثة، وقال لنا على الغداء: يا إخوان، والله أنا مستغرب ليش بتمنعوهم يا أخي إذا كان موقفنا لا يعجبهم، أنا بروح عليهم، يا بقنعوني يا بقنعهم، نحن لا نستطيع أن نكون ضد العالم كله».

وتاليا القصة كما اوردها العبادي:

الحسين و «الإخوان»

اتصل بي مروان القاسم عندما كان رئيسًا للديوان الملكي .. ودعاني للحضور إلى الديوان، وعندما ذهبت تبين لي أن اللقاء في منزل الملك الحسين - رحمه الله. وعندما وصلت وجدت عنده مدير المخابرات، ووزير العدل، ووزير الداخلية، إضافة إلى القاسم .

بعد بضع دقائق، نزل الملك المرحوم على درجات السلم الداخلي، فاعتذرت لجلالته عن مظهري؛ إذ لم أكن أرتدي بدلة رسمية، وأخبرته أن السيد مروان اتصل بي وأنا أعمل في الشارع، ضحك الملك الحسين، وقال: «هذا أفضل من لبس الكرافة (ربطة العنق اللي بلبسوه الإخوة».

على مائدة الغداء دارت أحاديث متعددة، من بينها الجدل الذي شهدته الأوساط السياسية قبل أيام، بسبب منع جماعة الإخوان المسلمين من تنظيم مهرجان خطابي ضد التطبيع في صالة مقابل جامع الجامعة الأردنية، بعد أن أعلنوا عن المهرجان في الصحف، لكن طُلب في اليوم ذاته من صاحب الصالة إغلاقها ومنع المهرجان، وسط استنكار من القوى السياسية حينها، وكانت قضية التطبيع إثر مؤتمر مدريد متصاعدة.

سمع الملك الحسين بالحادثة، وقال لنا على الغذاء : يا إخوان، والله أنا مستغرب ليش بتمنعوهم يا أخي إذا كان موقفنا لا يعجبهم، أنا بروح عليهم، يا بقنعوني يا بقنعهم، نحن لا نستطيع أن نكون ضد العالم كله».

سوريا حضرت مؤتمر مدريد ومصر، وكذلك لبنان، والاتحاد السوفيتي وأمريكا، حتى منظمة التحرير الفلسطينية التي لم يسمحوا لها بالمشاركة بوفد مستقل، شارك وفد منها كجزء من الوفد الأردني.

وعلى أي حال، كان موقف الملك الحسين بالنسبة لي مفاجئًا، ويتسم بالحنكة، وينم عن تفكير رجل الدولة العتيد والواثق من نفسه.