المقاومة ومحور التحولات بين التحديات والفرص
سامي شريم
22-12-2024 03:49 PM
في خضم التحولات السياسية والجغرافية التي تعصف بالمنطقة، يبرز محور المقاومة كعنوان للصمود في وجه المخططات الاسرائيلية والدولية الساعية إلى تفتيت وحدة الأمة واستنزاف قواها. ورغم ما يتردد عن انهيار هذا المحور أو تراجعه، فإن الوقائع على الأرض تكشف عن ديناميكية مختلفة تشير إلى إعادة تشكيل ملامح الصراع واستمرار المقاومة كفاعل أساسي في المعادلة الإقليميةفمقاومة غزة واليمن تشكل ضربات مؤلمة ودلالات استراتيجية تدلل على الاصرار على الاستمرار في نهج المقاو ولا تزال المقاومة الفلسطينية في غزة تمثل شوكة في خاصرة الاحتلال الإسرائيلي تتوالى الضربات التي تؤلم العدو وتكبده خسائر بشرية ومادية كبيرة. إن استمرار المقاومة الفلسطينية في تحقيق نجاحات ميدانية رغم الحصار والضغوط يعكس قدرة هذا المحور على الحفاظ على قوته وزخم مواجهته للعدو.
أما في اليمن، فقد أظهرت الهجمات الصاروخية التي استهدفت تل أبيب والأسطول الأمريكي المرابط قبالة شواطئ اليمن عودة قوية لدور صنعاء في معادلة الصراع. تلك الضربات ليست مجرد عمليات عسكرية، بل رسائل سياسية واضحة بأن اليمن جزء من محور المقاومة، وقادر على التأثير في المشهد الإقليمي والدولي، رغم ما يعانيه من ظروف قاسية.
سقوط سوريا: ضربة موجعة لكنها ليست النهاية
لا يمكن إنكار أن محور المقاومة تعرض لضربة كبيرة بسقوط سوريا في أيدي التحالف الإسرائيلي والغربي وتدمير بنية الجيش السوري. لقد مثلت هذه الضربة محطة صعبة، لكنها ليست نهاية المطاف فالمعركة طويلة ومعقدة والحروب الكبرى لا تُحسم بضربة قاضية بل عبر تراكم النقاط على مدى طويل ما تحقق لإسرائيل في سوريا قد يُفقدها في أماكن أخرى خاصة إذا أعاد المحور ترتيب أوراقه واستعاد زخمه.
المعنويات والعقيدة القتالية العامل الحاسم
من أبرز سمات محور المقاومة هو اعتماده على عقيدة قتالية متجذرة ومعنويات عالية وايمان بعدالة القضية وهو ما يميزه عن كثير من القوى الإقليمية والدولية التي تعتمد فقط على القوة المادية والتفوق التكنولوجي. هذه العقيدة كانت العامل الأساسي الذي صمدت به المقاومة الفلسطينية في غزة واليمنيون في معاركهم وأعطت لهذه الشعوب قدرة على مواجهة قوى عظمى مثل الولايات المتحدة وإسرائيل في الصراع المستمر وإعادة تشكيل المحاور.
حيث تتميز الحروب الكبرى بطبيعتها الطويلة والمعقدة حيث لا تُحسم بسهولة لصالح طرف دون آخر وفي السياق الحالي يشهد محور المقاومة مرحلة جديدة من إعادة التشكيل بعد الضربات التي تعرض لها. هذه المرحلة، رغم صعوبتها، تحمل في طياتها فرصة لإعادة التموضع وتعزيز القدرات.
إن نجاح إسرائيل في سوريا لا يمكن فصله عن إخفاقاتها المتكررة في لبنان وغزة. وبينما يحتفي نتنياهو بما يصفه بالنصر فإن هذه الانتصارات الجزئية لا تعبر عن قوة بقدر ما تكشف عن ضعف منظومته في مواجهة التحديات المتزايدة.
وستظل فلسطين البوصلة التى تعزز وحدة الأمة، ففي الوقت الذي يسعى فيه البعض إلى حرف الأنظار عن فلسطين وتحويل الصراع إلى معركة طائفية بين السنة والشيعة يبقى الوعي المقاوم العربي والإسلامي قادرًا على التصدي لهذه المحاولات فلسطين ستظل البوصلة التي توحد العرب والمسلمين ومن خلالها يمكن بناء مشروع مقاومة شامل في مواجهة الاسرائيلية الدولية الملامح الجديدة للصراع.
إن المشهد الراهن يختلف عن السابق لكنه يشكل مرحلة انتقالية لرسم ملامح جديدة للصراع بأطراف وقوى مركزية جديدة الرابح في هذه المعركة هو من يستطيع الثبات على مبادئه وتعزيز قدراته محور المقاومة رغم كل التحديات ما زال يملك أوراقًا استراتيجية يمكنه من خلالها الاستمرار والأمل في الاستمرار والنصر سيبقى حادي الامة فالحروب لا تحكمها المادة وحدها بل تلعب العقيدة والإيمان دورًا جوهريًا في حسم المعارك الكبرى محور المقاومة رغم الضربات والضغوط لا يزال حاضرًا ومؤثرًا في المشهد الإقليمي إن إعادة تشكيل هذا المحور وتعزيز وحدته تمثل أملًا كبيرًا للشعوب العربية والإسلامية في مواجهة الاحتلال ومشاريعه الاستعمارية ومن هنا فإن التمسك بالمبادئ والثبات عليها هو السبيل لتحقيق النصر مهما طال الطريق وتعقدت المعركة.