الدولة العصرية والمواقف الإنسانية .. الأردن تاريخ وحاضر مشرف
د. سيف تركي أخوارشيدة
22-12-2024 01:54 PM
الأردن دولة عصرية ناشئة لا يتجاوز عمرها مئة عام ونيف ، حيث بدأت أمارة لشرق الأردن وتطورت الى مملكة أردنية هاشمية مساحتها صغيرة وإمكانياتها محدودة من حيث الموارد الهامة.
ولكن تميز الأردن بعدة مزايا كثيرة أهمها الموقع الجغرافي الحيوي الدي يربط الشرق بالغرب حيث يتوسط قلب الشرق بقربها من مكة والمدينة المنورة وبيت المقدس في فلسطين.
ومنذ انشائها حتى تاريخنا الحاضر كان الأردن وما زال ينحاز لعمقه العربي والإسلامي وإلى الإنسانية عامة.
حيث واكبَ الأردن كافة الأزمات العربية التي حدثت منذ بداية الاستعمار الأجنبي للبلاد العربية والحروب الاهلية والإقليمية منذ مطلع القرن الماضي الو يومنا هذا ، فاستقبل الأردن معظم النزوح البشري الهارب من ويلات الحروب والكوارث من الشيشان والشركس الى اندلاع الثورة السورية الكبرى عام 1920م ، بقيادة الثائر الدرزي سلطان باشا الاطرش ورفاقه من الثوار الأحرار وكذلك النزوح الفلسطيني اثر النكبة عام 1948م ، والنكسة عام 1967م ، وحروب العراق والنزوح الاخير للأشقاء السوريين اثر اندلاع الأزمة السورية عام 2011م.
حيث وقف الأردن كدولة عصرية قيادة وحكومة وشعباً لانها تؤمن بمبادئ حقوق الإنسان وحق العيس الكريم للأفراد المعرضين للخطر وحقوق اللاجئين وسلامتهم.
حيث وقف الأردن موقف إنساني وعربي خالص نابع من مبادئ الدولة الأردنية المنبثقة من اهداف الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف الحسين بن علي، وإنسانية الحكم الهاشمي الدي يقوم على مبادئ الدين الاسلامي الحنيف.
وإنني سأركز في مقالتي عل المواقف الإنسانية الاخيرة الدولة الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وهي كما يلي
1-الموقف الأردني الثابت الداعم والمساند في دعم الأشقاء في فلسطين على مر تاريخ النضال الفلسطيني وتحديداً في الحرب الاخيرة الضالمة في قطاع غزة ، حيث يؤمن الأردن انه لا حل للصراع العربي الاسرائيلي الا في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه واراضيه المحتلة وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية، وكان الأردن السباق دوماً في تقديم يد العون والمساعدة للشعب الفلسطيني وخير دليل الإنزالات الجوية التي قامة بها جلالة الملك وولي عهده ، في إيصال المساعدات الإنسانية الى اهلنا في قطاع غزة ، حيث تحرك العالم في السير في تقديم المساعدات عبر هذه المبادرة الملكية الإنسانية بكافة الوسائل المتاحة.
2-اما موقف الأردن باتجاه الإشقاء في سوريا العربية، فمنذ اندلاع الازمة في سوريا عام 2011م ،كان الأردن حاضراً في قلب الصراع من خلال مناشدات النظام السوري بحل الازمة بالطرق السياسية لتجنب الشعب السوري الصراع الداخلي ، وكذلك استضاف الأردن على ارضه ما يقارب مليوني لاجئ سوري رغم الصعوبات الاقتصادية التي يمر بها الأردن الا انه كعادته كان السباق في فتح الحدود الأردنية للأخوة السوريين على ارض الأردن حيث تم تقديم كافة الخدمات الأنسانية والتعليمية والصحية وكذلك كان الأردن طيلة سنوات الأزمة السورية هو صوت العقل والحكمة في كافة المنابر والمحافل الدولية يوجه رسائله ومناشداته للنظام السوري بحل الأزمة سياسيا وعدم اللجوء الى العنف والحل العسكري، حيث عانى الأردن من عصابات التهريب المخدرات على حدوده الشرقية جراء الانفلات الامني ودفع الأردن ثمناً باهظاً في مكافحة تهريب العصابات للمخدرات ، وواصل الأردن تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري في الداخل حتى بعد سقوط النظام.
واخيراً.
ان المتابع لمواقف الأردن الإنسانية يرى انها ثابتة ومستمرة باتجاه الشعوب العربية مهما تغيرت الأنظمة الحاكمة لهذه الشعوب حيث لم يثبت على النظام الأردني انه قد ساهم او ساعد في اراقة الدم العربي عبر تاريخه المعاصر .