في زمن كورونا قامت الجهة الحكومية المعنية والتي قد تكون وزارة الاشغال العامة والاسكان او وزارة الادراة المحلية بإنارة الشارع الواقع بين بلدة سوف من الجهة الشمالية وبين بلدتي عبين وعبلين، وهو جهد مقدر.

ركبت اعمدة الانارة على قاعدة اسمنتية مكعبة ومستوية واخذت الاعمدة من جهة بلدة سوف ارقاما تصاعدية بدءا من الرقم واحد. زاد عدد الاعمدة على مئتي عامود وكانت كلها مركبة بطريقة متقنة تقريبا، ولكن لفت نظري العمود رقم 95 كوني من مستخدمي هذه الطريق. هذا العمود كان مائلا بشكل واضح، وهنا يحق لي السؤال كيف سمح المهندس المشرف على التنفيذ ان يتم تركيب هذا العمود بهذه الطريقة.

عملية صناعة القاعدة الاسمنتية وتثبيتها في الارض وكذلك تثبيت البراغي الخاصة بتثبيت الاعمدة في القاعدة الاسمنتية وتثبيت الاعمدة بهذه البراغي لا تحتاج لمهارات خاصة. اذا لماذا كان العمود 95 مثبتا بشكل مائل؟، برايي انه سوء التنفيذ.

سوء تنفيذ الاعمال قد يعزى الى اسباب مختلفة منها قلة الخبرة و سوء الامانة او بلغة اخرى الغش، في حالة اعمدة الانارة و كون هذا العمل لا يحتاج الى مهارات خاصة، فالسبب وراء ميلان العمود 95 هو الغش، علما بان هذا العمود تمت اعادة تركيبه بشكل صحيح بعد اسابيع.

كنت كتبت الفقرات اعلاه قبل سنوات، وما دفعني الى اكمال المقالة وارسالها للنشر هو تكرار سوء التنفيذ في الكثير من مشاريع القطاع العام والذي اعزوه الى سوء الامانة او الغش.

قبل سنوات حصل انهيار في طريق اريد عمان في المسرب المؤدي الى عمان، تم تحويل الطريق ووضعت لوحات تشير الى الطريق البديل. بعد ايام قليلة عولج الانهيار وعادت حركة السيارات الى الطريق. اللوحات الارشادية الى الطريق البديل ما زال بعضها في مكانه.

بعد انتهاء انتخابات برلمان 2024 في العاشر من شهر ايلول كان من المفترض ان تزال كل لوحات المرشحين من الشوارع، ازيل جزء كبير منها و لكننا ما زلنا نراها في الكثير من الاماكن.

قبل سنوات قامت بلدية جرش بتبليط الوسط التجاري للمدينة من خلال احد المشاريع، وتبليط الشوارع في الوسط التجاري موجود في كثير من المدن الاوروبية وهو موجود منذ عشرات السنوات و يضفي منظرا جماليا على الوسط التجاري للمدن. بلدية جرش ازالت هذا البلاط قبل ايام و تعمل على تعبيد شوارع الوسط التجاري من جديد.

قبل ايام صرح رئيس بلدية غرب اربد ان شوارع البلدية لا يصلح السير عليها بسبب مشروع الصرف الصحي و الذي يعزوه الى ان المتعهد لم ينفذ المشروع حسب الشروط الهندسية و لم يلتزم بمذكرة التفاهم مع البلدية.

هذه امثلة بسيطة على سوء التنفيذ في المشاريع المنفذة في القطاع العام، و اكاد اجزم باني استطيع ان اذكر عشرات الامثلة على الغش و سوء الامانة في تنفيذ هذه المشاريع. الحكومة وحدها تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الغش و ذلك لسبب بسيط و هو ان هذه المشاريع يجب ان يتم استلامها من قبل لجنة استلام حكومية، فالمشاريع المنفذة حسب الاصول تستلم و تلك الاخرى يرفض استلامها و يحول المتعهد الى القضاء.