حل الدولتين: الطريق المسدود
د. عزت جرادات
22-12-2024 10:38 AM
*تزعم اسرائيل أو تسعى الى تغيير الشرق الأوسط بقوة السلاح أو العمليات العسكرية في جميع الاتجاهات في المنطقة، ولكل من يلعب بالنار - كما سخر نتنياهو من الرئيس السوري السابق.. ومن المعروف أن إسرائيل لن تنسحب من موضع قدم تحتله من أجل التوسع، مهما صدر من قرارات دولية، بدءاً من مجلس الأمن وحيث بطاقة (الفيتو) الأمريكية على الطاولة بشكل دائم، وكذلك المحاكم الدولية.
كما أن إسرائيل لا تستطيع أن تنفذ أي استراتيجية بمعزل عن الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك الدول الأوربية المصابة بداء (الدفاع عن النفس) مثل بريطانيا والمانيا وايطاليا على سبيل المثال لا الحصر.
أما في المنطقة، فإنها تظن أو تتخيّل ان ثمة منظومة من الدول تشكل بيئة محفزّة لها لتنفيذ خططها الاستيطانية أو التوسعية، تلك الخطط المرفوضة من جميع دول المنطقة. وتترك مهمة التوسع في التطبيع مع دول المنطقة لجهود الولايات المتحدة الامريكية، وهو الأمر المرفوض أيضا وبخاصة على المستوى الشعبي. وفي الوقت نفسه، فقد فشلت إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في سعْيهما لإيجاد عدو للمنظومة العربية ليكون بديلاً للعدو الأول والدائم، إسرائيل إن المنعطف الخطير في المنطقة هو التمسك بالإختيار الإستراتيجي الوحيد للمنظومة العربية وهو اختيار السلام الذي تعتبره اسرائيل مجرد شعار بلا مضمون، مع فهي لا تؤمن بالسلام من جهة، وهي ترى التردي العربي للمنظومة العربية من جهة أخرى. فهي ليست بحاجة أن تجنح للـسلام، كما انها ليست بحاجة لتقبل (بحلّ الدولتين)، وإن أعلنتْ ذلك، فإنما يكون ذلك من باب التسويق السياسي في مواقف تقتضي ذلك. وإذا ما أُخِذَ بعين الاعتبار أن الإدارة الامريكية، ديموقراطية حاليا أو جمهورية لاحقا، تعلن بوضوح الالتزام بحماية اسرائيل والدفاع عنها وعن حقها في الدفاع عن النفس، فإنها لن تحول دون تمادي اسرائيل في عمليات التوسع الجغرافي أو التمدد، أو الهيمنة أيْنما وأنّى أتيح لها ذلك. ولذا، فإن ادعائها بأن تحركاتها واحتلالها لمناطق عازلة في سورية على سبيل المثال هي اجراءات مؤقتة. فهو زيف كاذب. فالمعروف عن اسرائيل عند احتلالها شبرًا واحداً من الأراضي يصبح جزءاً من كيانها.
ويظل التساؤل قائما: ما العمل في هكذا مرحلة والأحداث المتسارعة. ماذا لو فكرت المنظومة العربية في البحث عن رؤية أخرى، وعن خيار إستراتيجي ثانٍ، فقد أصبح الخيار الأول غير صالح أو غير قابل للتنفيذ. اما عن ماهية هذا الخيار، فأن إمكانيات الأمة العربية المادية والفكرية تجعلها قادرة على التوصل لذلك.
"الدستور"