كيف يؤثر النظام الغذائي على صحة الدماغ؟
22-12-2024 09:52 AM
عمون - مع تزايد أعداد المصابين بالخرف، التي يُتوقع أن تصل إلى 152 مليون حالة بحلول عام 2050 وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تتزايد الحاجة لفهم العوامل المؤثرة في صحة الدماغ. وفي هذا السياق، أجرى فريق بحثي من معهد غلين بيغز بجامعة تكساس للصحة، بالتعاون مع كلية الطب بجامعة بوسطن ودراسة فرامينغهام للقلب، دراسة حديثة تلقي الضوء على دور النظام الغذائي في تطور الخرف.
مؤشر الالتهاب الغذائي (DII) والخرف
توصلت الدراسة إلى أن ارتفاع درجة مؤشر الالتهاب الغذائي (DII)، وهو مقياس يعكس الإمكانات الالتهابية للنظام الغذائي بناءً على تحليل العناصر الغذائية والمركبات النشطة بيولوجيًا، يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف، بما في ذلك مرض ألزهايمر. تشير الأبحاث إلى أن الأنظمة الغذائية المحفزة للالتهابات، التي تظهر في ارتفاع درجات DII، تُسبب التهابات جهازية تؤثر سلبًا على صحة الدماغ وتُسهم في تنكس الخلايا العصبية.
بيانات الدراسة
اعتمد الباحثون على بيانات مجموعة فرامينغهام للقلب، حيث شملت الدراسة 1487 شخصًا تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكثر، جميعهم كانوا خاليين من الخرف عند بداية البحث. خلال فترة متابعة امتدت نحو 13 عامًا، جُمعت البيانات الغذائية باستخدام استبيانات تواتر الطعام (FFQs) التي أُجريت بين عامي 1991 و2001.
تم حساب درجات DII استنادًا إلى 36 مكونًا غذائيًا، صُنّف بعضها كمضاد للالتهابات (مثل الألياف، الفيتامينات A وC وD وE، وأحماض أوميغا 3 الدهنية)، بينما صُنّف البعض الآخر كمحفز للالتهابات (مثل الدهون المشبعة والكربوهيدرات المكررة).
النتائج
أظهرت النتائج أن كل زيادة في درجة DII ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف بنسبة 21%. كما أن الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية محفزة للالتهابات كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 84% مقارنة بمن يتبعون أنظمة غذائية مضادة للالتهابات.
الآلية المحتملة
يقترح الباحثون أن الالتهاب الناتج عن الأنظمة الغذائية الغنية بالمكونات المحفزة للالتهابات قد يُسهم في تدهور الدماغ من خلال تعزيز التهاب الجهاز العصبي المركزي وتكوين لويحات بيتا أميلويد، وهي من السمات البارزة لمرض ألزهايمر. في المقابل، يمكن للعناصر الغذائية المضادة للالتهابات تقليل إنتاج السيتوكينات وتحسين صحة الدماغ.
التوصيات
تشير الدراسة إلى أن التركيز على أنظمة غذائية مضادة للالتهابات قد يكون وسيلة فعالة للوقاية من الخرف وتحسين صحة الدماغ، خاصةً لدى الأفراد الأكثر عرضة للإصابة.
نُشرت الدراسة في مجلة Alzheimer's & Dementia.
"وكالات"