facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، ماورائية القيمة الحضارية للسانية العربية


الدكتور أسامة حسن عايش صالح
22-12-2024 09:42 AM

أستاذ الفلسفة التاريخية السياسية المعاصرة في جامعة إربد الأهلية/ كلية الآداب والفنون- قسم متطلبات الجامعة، ومدير دائرة المكتبة
بسم الله الذي سرمد الأبجدية وحيا سمائيا أعجز الألباب فصاحة، وأبان مشاكلة الوجود للزمان حضارة، وأثرى الألفاظ بلاغة ودلالة، وأسطر اليراع علما ومعرفة، وأنزل قداسة الحروف إبانة، مصداقا لواجب الوجود حكمة: " بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِيْنٍ". وفي خضم غربة لسانية الهوية الحضارية، عروبة وأسلمة، تنساح في ثرى الوجود تأملية الرؤى لتسامي اللغة العربية معنى ومبنى، و يُستقرء الوعي اللغوي مضمونا زمنيا يمازج في حشاشته أشراط الموضوعية العلمية المجردة، وينزاح في إغفاءته عوارض الاستلاب الأنوي لفلسفة التماسف الثقافي أشكلة، متوائما مع العقلنة المضمونية، وشفيف المنافحة عن ارتقاء القيمة ورقي الخطاب، بعيدا عن إعوار الإنبات الحضاري، وإنضاج السياق الزمني متفاضلا في مقاربته تشخيصا موضوعيا لواقع العربية في يومها الأغر ، بالرغم من التعاقبية التاريخية بكل تحقيباتها المفصلية، وتبايناتها النتاجية إدراكا.
إن جاذبية اللسانية العربية تُجسد في ثنائية الاتساق والاجتناء للذهنية المتمنطقة لفظا ودلالة، تفكرا وتركيبا. وفي هذا السياق تُستحضر العربية في التراث اللغوي المعرفي، وأنموذج ابن جني في خصائصه مُؤَلَّفًا، وفي أجزائه أبوابا، متناولا علائق متصلة بين اللفظ والمعنى، والعلاقة بين اللفظ واللفظ، ثم العلاقة بين الحروف ببعضها، فمن أبوابه تلاقي المعاني على اختلاف الأصول والمباني، وتصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني، وإمساس الألفاظ أشباه المعاني. فاللغة في حقيقتها بيت الوجود، ووعاء الفكر، وتفكرية المنهج إنضاجا. ولكل لسانية فلسفة بلاغية تستتر في جوف الإثراء وأقبية الذات مجاذبة.
وعند الاتكاء على الأرخنة الحضارية للسانية العربية قيمة تراكمية، يستوقف الباحث المشذب بتفكره التقاربي بحثا مستنطقا بذاته ولأجل ذاته، يروم في ذلك إعادة إنتاج الأنا الحضارية، بنيوية فكرية ومنهجية سلوكية تحوي في أحشائها نظرية نمو معرفي نقدي. ومن هذه اللبنة جوفا انبثقت الحضارية العربية الإسلامية ، وفي انبثاقها تتسامى عروبة اللسان تميزا، وإسلامية العقيدة هُوية. لقد غدت قواعد العربية أساسا لفهم معاني الإعجاز ودلائله، وغدت أداة تعبيرية علمية محضرنة، و إن كان الإسلام مضمونها الإناسي بوعي معولم مؤنسن. لقد كان الإعجاز للنظم لا للأحكام، كما أبان ذلك الجرجاني بدلائل الإعجاز نظما. لقد تباينت الآراء، والمجاذبات الجدلية حول العلاقة بين العربنة اللسانية والفكرنة السمائية معتقدا، لا سيما في الصفة المحضرنة، بتساؤل أسبقي في ترتيب اللفظ وظلال المعاني، هل الأحقية للعربية خلاصة يراع مدون لإنتاج علمي خطه أعلام الحضارة؟، أم إسلامية أولا بصفتها الروحية، وثانيا بالأدلجة الفكرية مصدرا ومرجعا ومتكأ؟، إذ لولا الإسلام ما تشكل للعرب مضمونا حضاريا مدنيا، ولم تصبح العربية سلطة علمية مهيمنة. العروبة دلالة انتماء لغوي ثقافي غير عرقي، والإسلام مفهوم انتماء عقائدي آدمي في السياق التاريخي والمعرفي.
وانطلاقا من قداسة الوحي القرآني لسانا، من الأهمية بمكان فهم الوجودية القرشية، خطابا ونسبا ومحورية، والانتماء الهاشمي شرعية وجودية تاريخية، وأن نعي بعقل مُدْرِكٍ بذاته ولذاته، ومُدْرَكًا من غيره ولغيره، ماهية الفكر السياسي الأردني بمرجعيته الهاشمية المتسامية، التي يُستشف في مكنوناتها قدسية اللسانية العربية، والمكانة العقائدية لوسطية الإسلام الاتساقي في فلسفة وجوده. إن ثلاثية الفهم والإدراك والوعي تتورق بوقفتين هاشميتين، انتصارا للعربية ، مكانة وثروة وألقا؛ أولها يراع ملكي هاشمي انساب من ورقة نقاشية لصاحب الجلالة الهاشمية الملك: عبد الله الثاني ابن الحسين، جاءت تحت عنوان: " بناء قدراتنا البشرية وتطوير العملية التعليمية جوهر نهضة الأمة"، مؤرخة في:15 نيسان (4)/2017 ميلادي، جاء فيها ما يأتي: " لقد أنعم الله علينا بثروة عز نظيرها من القيم العالية واللغة الثرية والتراث البديع. ولن يستطيع أبناؤنا أن ينهلوا من هذا التراث، إلا إذا أحبوا لغتهم العربية، وأجادوها وتفوقوا فيها، وكيف لا وهي لغة القرآن الكريم ولسان الأمة، فهي التي تشكل ثقافتهم وتكون بناءهم المعرفي الأصيل". إن فهمنا لقول الله جل شأنه: " وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا"، يعني في أحد جوانبه الدلالية القدرة على التحليل المنهجي، والتفكير المنطقي، ليكون المرء قادرا على المشاركة في إنتاج المعرفة، والمساهمة في إحداث التقدم بشتى أبعاده. والوقفة الأخرى مبادرة هاشمية أميرية شماء، أطلقها صاحب السمو الملكي الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، معنونة بمبادرة "ض"، أُطلقت بتأريخ: 19 نيسان (4)/2019 ميلادي، أكد فيها على ما يأتي: "بسم الله الرحمن الرحيم "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" لغتنا هويتنا، لغة القرآن الكريم، لغة حضارتنا وثورتنا ولغة الأدب والعلوم، هي بحر من الكلمات فيها وجودنا ومستقبلنا، نختزله بحرف واحد – الضاد". أقتبس من الثرى الهاشمي الأسمى انطلاقا من تخصصيتي في الفلسفة التاريخية السياسية المعاصرة، متساميا عن دونية النفاق والارتزاق، وترفعا عن جيف المتاع، ألم نخاطب من الحكم الحق العدل، بقوله: "وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ".
تئن اللسانية العربية في سبخة الصمت بوحا، وتشكوا من غربة الأجداد، واغتراب الآباء، وتغرب الأبناء. وبالرغم من ضدية الأمل والألم انبجاسا، تفرض إشكالية التعلم والتعليم، والثقافة والمثاقفة في مناهجا التدريسية والدراسية، تساؤلا يلقي بظلاله على المأسسة الجامعية الأكاديمية، بعد مدارسنا التأسيسية، فيما يتصل بثنائية التحدي والاستجابة للتعلم عن بعد، ومخرجاته اللسانية اللغوية، تعبيرا بلاغيا، ونتاجا حضاريا، ومحتوى علميا معولما. أليس هذا النوع من التعلم هو في حقيقته بعدا عن التعلم؟، آما آن لنا مقاومة ما يُخطط لنا ولأبنائنا أجيال المستقبل، الذين هم غراس المعرفة المستدامة، من تجذير هندسة الجهل الممنهج؟.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :