صحيفة امريكية تقول : إن السنة لاولى لرئاسة ترامب ستكون «يهودية».
ويبدو ان سورية ليست وحدها في حالة انتقالية. وأن هناك خرائط جديدة نائمة للشرق الاوسط جاري استبدالها لخرائط سايكس بيكو السرية التي فضحتها الثورة الروسية عام 1917.
ترامب منزعج من ضيق مساحة اسرائيل. وتعهد في حملته الانتخابية بتوسيع الجغرافيا اليهودية. وها هي اسرائيل تتوسع في الجنوب السوري، وغزة ترمى في البحر، والضفة الغربية على حد الانفجار، واشباح الهجرة الى الشرق تخيم على مصير فلسطينيي الضفة. وأربع سنوات لترامب في البيت الابيض، ستغير العالم. وفي واشنطن يتحدثون عن صفقة روسية / امريكية، وسيناريو لاخراج روسيا من المأزق الاوكراني، وبعد الحاق مناطق محتلة من اوكرانيا الى روسيا الاتحادية. وطبعا، الصفقة سيكون ضحيتها زيلينسكي الرئيس الاوكراني.
بوتين قال : ان النظام العالمي سيولد من دمشق. وها هو قد حزم بضاعته وغادر سورية والشرق الاوسط. وباعتراف روسي أن السيادة المطلقة في النظام العالمي لامريكا، واحادية القطبية صعب فكها او تجزئتها. و ها هي إيران. ويتحدث سياسيوها علانية عن جدوى العلاقة مع روسيا والصين. وتجربة العام الجاري كشفت أن موسكو وبكين تقفان على مسافة بعيدة من مواجهة النفوذ الامريكي المعولم.
المشهد السوري معقد واكثر تشابكا. وليس كما تصور وسائل اعلام عربية حالة تحول الحكم، وتصريحات ونشاطات ابو محمد الجولاني، والبوح عن اخبار سجون وزنازين العهد السابق، فليست كافية للاجابة عن اسئلة المستقبل السوري.
الصراع الحقيقي والملتهب قد بدأ في سورية. دول الجوار العربي قلقة وخائفة على مصير سورية. ومن المستبعد ان تكون طريق ترامب الى الشرق الاوسط معبدة بالورود، وكما يشتهي نتنياهو واردوغان. و هل المستقبل في الشرق الاوسط تفكيك حالة الصراع العسكري مع اسرائيل؟ والذي بنيت عليه دول الاقليم من بعد حرب 1948.
و يبدو ان البداية ستكون من أمر واقع جديد في الاقليم. وذلك في توفير حدود آمنة للمشروع الاسرائيلي الذي يتحول من «غيتو الشتات» الى رعب التكنولوجيا والقوة العسكرية المفرطة.
وإيرانيا. نتنياهو يراهن على الحلقة الاخيرة من الصراع الاقليم. وفي تل أبيب استعدادات كبيرة وهائلة عسكرية واستخباراتية لضرب ايران.
وفي اسرائيل، اليمين المتطرف يقود حرب الوجود كما اسماها نتنياهو. والمؤسسة العسكرية في موقفها من وقف اطلاق النار تقهقر امام الموسسة الدينية والسياسية.. و اليمين يفرض ارادته على قرار الحرب وحتى زوال اخر اعداء اسرائيل، وكل من يسعى الى ازالة دولة يهوذا واسرائيل العظمى.
وما يواجه ايران اكبر من توجسات لضرب المنشآت النووية والتكنولوجية. ويبدو ان ترامب يطرق ابواب طهران لتطويقها في حصار اقتصادي قاتل، وتفعيل اوراق الاحتقان الداخلي، وتمهيد الاجواء الايرانية الى سيناريو تغير على الطريقة الامريكية.
ما يحدث في سورية يفتح الاقليم نحو المجهول. وما يتسرب من الرؤية السياسية والايدولوجية والاستراتجية لادارة ترامب يقول: ان الشرق الاوسط مقبل حتما على تغيير ليس للخرائط فحسب.
الدستور