الجيش العربي الأردني .. إرث بطولي وعقيدة راسخة
سلطان نايف العدوان
21-12-2024 07:13 PM
يُشكّل الجيش العربي الأردني أحد أبرز ملامح الهوية الوطنية الأردنية، فهو ليس مجرد قوة #عسكرية، بل درع الوطن الذي صقلته العقيدة الراسخة والتضحيات الجسيمة.
منذ تأسيسه، مثّل الجيش انعكاسًا لصفوة الشعب الأردني، حيث توافد أبناء #القبائل والمدن ليحملوا على عاتقهم الدفاع عن الأمة والأرض بعزيمة وإصرار لا ينكسر.
تجلّت عبقرية الجيش الأردني في ميادين الشرف، حيث استطاع بحنكة قيادته الهاشمية وبسالة جنوده أن يُسجل مواقف تُدرّس في السياسة العسكرية، شاء من شاء وابى من ابى ، خصوصًا في مواجهة الظروف الصعبة وتحديات التفوق العددي واللوجستي للعدو.
ففي معركة اللطرون وباب الواد عام 1948، تمكن الجيش الأردني من إفشال محاولات السيطرة على القدس، ليؤكد للعالم أن النصر ليس في العدة بل في الإيمان بالقضية.
وفي معركة الكرامة عام 1968، كان الأردن على موعد مع التاريخ حين تصدى لهجوم إسرائيلي شرس، ليكسر الجيش الأردني أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”، ويُعيد الثقة للأمة بأن #الكرامة تُنتزع ولا تُوهب.
ولم تكن هذه الانتصارات سوى ترجمة لعقيدة #أردنية ترى في الجيش مؤسسة وطنية واجتماعية، تحمل هم الأمة وتذوب فيها كل الانقسامات الطبقية والإقليمية.
لم يقف دور الجيش عند حدود المعارك، بل تجذّر في المجتمع كأحد أهم أعمدة الاستقرار والتنمية، فكان أفراده من عامة الشعب ونخبه على حد سواء، يرسخون مبدأ الانتماء والتضحية.
وهذا الانصهار الاجتماعي للجيش جعله قوة ذات بعد إنساني وسياسي، تحظى باحترام وتقدير محلي وعربي ودولي.
يبقى الجيش العربي الأردني مثالًا للجيش الذي يجمع بين البسالة العسكرية والحكمة السياسية، بين الشجاعة في الميدان والحنكة في البناء الاجتماعي.
فهو إرث نفخر به جميعًا، ودرع متين يرفع راية الوطن عاليًا، ماضيًا ومستقبلًا.