facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قراءة في الواقع السياسي المعقد


ايهاب الدهيسات
21-12-2024 02:27 PM

لا ندري إن كان هناك أمل حقيقي في مستقبل يسوده الاستقرار والتنمية والعدالة، أم أن شبح الحروب بات أقرب إلى الواقع، فحل الدولتين الذي لطالما اعتُبر أساسًا لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يبدو اليوم وكأنه بات في طي النسيان، لا سيما بعد وأد "صفقة القرن" التي لم تُتح حتى فرصة النقاش المفتوح حولها.

إنها لحظة تاريخية تنذر بتراجع كبير في فرص التسوية السياسية، فالمشهد السوري: واقع مرير وتحولات غير مكتملة.

ما زالت النهاية الحقيقية للمشهد السوري غامضة وكل الأحداث الأخيرة جرت بعلم القوى العظمى والإقليمية، مما يثبت أن القرارات الكبرى المتعلقة بسوريا لم تُصنع داخل حدودها، بل كانت جزءًا من لعبة أكبر، وأجزم أن تسليم سوريا بهذه السهولة لم يكن مجرد مصادفة، بل كان نتيجة ترتيبات معقدة تمت بموافقة ضمنية من القيادة السورية ذاتها، التي بدت في بعض الأحيان وكأنها تسير نحو المنفى السياسي أو كأنها تترك قنبلة موقوتة كعقاب لكل من لم يؤمن بسياستها الوحشية تجاه الشعب السوري.

اليوم، تبدو جبهة تحرير الشام وكأنها أحد اللاعبين الرئيسيين في المشهد السوري ولكن بلا شك لا تتحرك باستقلالية، فهي جزء من شبكة مصالح دولية وإقليمية أضعفت الدولة السورية، وعمّقت الانقسامات داخلها، والحديث عن انتصار جماعة مسلحة يبدو ساخرًا في ظل الدور الكبير الذي لعبته أطراف اخرى كان لها اليد الطولى في تدمير ما كان يُطلق عليه "الممانعة"، ويظهر أن إيران التي طالما ادّعت دعمها للمقاومة، تبدو بدورها على شفا تراجع استراتيجي كبير، وربما على طريق الهروب من المشهد الإقليمي.

التنمية والعدالة: الحل الوحيد
أمام هذا الواقع القاتم، يظل الطريق الوحيد لتجنب كوارث الحروب متمثلًا في التنمية وإقامة العدل، لا يمكن لأي دولة أن تحمي نفسها من الانهيار دون محاربة الجهل والأيديولوجيات المتطرفة، وإطلاق الحريات الحقيقية، وليس مجرد شعارات جوفاء، إن المجالس التشريعية الصورية والصحافة المقيدة لن تصنع سوى أنظمة هشة، سرعان ما تنهار أمام أول اختبار جدي.

النماذج الدكتاتورية سقطت تباعاً في تونس وليبيا واليمن وسوريا وغيرها وهو أمر حتمي ونظرية سياسية لا تخطئ نهاية الدكتاتور، لأن الحكم الدائم قائم على التمثيل الحقيقي والمشاركة الشعبية، مع التركيز على تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، والنهوض بالمجتمع لتحرير العقول من قيود الديكتاتورية والفساد والأيدلوجيات هو السبيل الوحيد لبناء دول قادرة على مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.

في النهاية، لا يزال هناك أمل، لكنه أمل مرتبط بقدرتنا على التغيير من الداخل، بعيدًا عن أوهام الحلول الجاهزة التي تُفرض من الخارج، إنه تحدٍ كبير، لكنه الخيار الوحيد إذا أردنا تجنب الانزلاق في دوامة الحروب التي لا تنتهي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :