نبضات قلب الرضع قد تحمل مفتاح كلماتهم الأولى!
21-12-2024 10:49 AM
عمون - توصل باحثون إلى أن الأصوات المبكرة التي يصدرها الرضع، مثل همهمات الفرح أو التعجب، لا تقتصر على التعبير العاطفي، بل تعكس مؤشرات حيوية تتعلق بتطور اللغة وإيقاع ضربات القلب.
في دراسة أجريت على 34 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 18 و27 شهراً، كشف الدكتور جيريمي آي بورجون، الأستاذ المساعد في علم النفس بجامعة هيوستن، أن هذه الأصوات، بما فيها المحاولات الأولية لتشكيل الكلمات، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمعدل ضربات القلب لدى الأطفال.
حلل فريق بورجون 2708 صوتاً صادراً عن الأطفال خلال لحظات اللعب مع مقدمي الرعاية. وأظهرت النتائج أن تقلبات معدل ضربات القلب تتزامن مع توقيت النطق، مدة الصوت، وإمكانية التعرف على الكلمة المقصودة.
وأوضح بورجون أن الأصوات الصادرة في أوج النشاط تكون أطول من المتوقع، بينما الأصوات التي تُطلق قبل انخفاض معدل ضربات القلب تكون أكثر وضوحاً للمستمعين غير المدربين.
وأشار الباحث إلى أن هذا الاكتشاف يفتح آفاقاً جديدة لفهم تطور اللغة لدى الأطفال، كما يساعد في الكشف المبكر عن اضطرابات النطق والتواصل. وأكد أن عملية النطق لدى الأطفال لا تعتمد فقط على الإدراك العقلي، بل تتطلب تنسيقاً دقيقاً بين عضلات الجسم المختلفة، وهو ما يتزامن مع التقلبات المستمرة في معدل ضربات القلب.
وأضاف أن هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية الأصوات التي يصدرها الطفل في تنمية التناغم بين الدماغ والجسم، مما يسهم في بناء مهاراته اللغوية. ومع نمو الطفل، يتطور جهازه العصبي اللاإرادي المسؤول عن تنظيم وظائف الجسم الحيوية، مثل ضربات القلب والتنفس، ما يؤدي إلى تغييرات مستمرة في عمل القلب والرئتين تستمر مدى الحياة.
وخلص بورجون إلى أن العلاقة بين الأصوات التي يصدرها الأطفال وتباطؤ معدل ضربات القلب تشير إلى أن تطور النطق قد يعتمد جزئياً على أنماط معينة من النشاط العصبي اللاإرادي التي يختبرها الأطفال خلال نموهم.
نُشرت هذه الدراسة في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences.
"وكالات"