توغلات الاحتلال داخل الأراضي السورية التي حصلت مؤخرا في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد و في جميع الاتجاهات نحو قمة جبل الشيخ شمالا و القنيطرة وريف دمشق شرقا و ريف درعا جنوبا ناهيك عن الغارات الجوية المتكررة على ترسانة الأسلحة الثقيلة و المتوسطة التي خلفها وراءه النظام المخلوع يمكن اعتبارها وسيلة ضغط فعالة على حكام دمشق الجدد لافتعال معركة يبدو واضحا جليا للعيان أنهم غير مستعدين لها بل و حتى ليسوا راغبين في خوضها خلال المرحلة الحالية على الأقل .
المرحلة الحالية الانتقالية الحرجة جدا من تاريخ سورية المعاصر التي أعقبت أكثر من نصف قرن من حكم آل الأسد و الذين خلفوا وراءهم دولة محطمة بأمس الحاجة إلى لملمة صفوفها المبعثرة و مداواة جراحها الغائرة منا يستلزم فترة زمنية ليست بالهينة و هو أمر يبدو صعب المنال في ظل الاعتداءات المتكررة من قبل حكام تل أبيب الرامية إلى استدراج و توريط سلطة السيد احمد الشرع الرجل القوي في دمشق الفيحاء إلى معركة خاسرة بكل المقاييس لذا فإن الحكمة و المنطق تقتضي إسقاط جميع الذرائع و الحجج التي يمكن أن تستخدمها حكومة اليمين الفاشي المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو في هذا الصدد و اللجوء إلى الوسائل الديبلوماسية لافشال مخططات الكيان الخبيثة .
مخططات الاحتلال الخبيثة اتجاه سورية مدفوعة برغبة حكام تل أبيب الدفينة في منع قيام سلطة ديمقراطية مركزية قوية في دمشق بعيدة عن المحاصصة الطائفية و العرقية تسحب البساط من تحت اقدامهم و تفند و تدحض دعايتهم الموجهة إلى الغرب و التي تقوم على مزاعمهم و ادعاءاتهم بأن الدويلة العبرية المسخ هي واحة الديمقراطية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط لاستدرار عطف الرأي العام العربي ، لذا فإن حكام دمشق يحسنون صنعا بتجنبهم المواجهة و الصدام العسكري المباشر مع العدو المجرم الذي لم يتورع إعلامه عن محاولة شيطنة السيد احمد الشرع بوصفه ذئبا في ثياب حمل .