السيد عامر أبو عبيد رجل أعمال أردني ناجح، تولى رئاسة نادي الحسين أربد، ومنذ أن جلس على كرسي الرئاسة تغيرت أحوال فريق كرة القدم الذي يتابعه ويشجعه جمهور غفير، في الموسم الأول نافس على البطولة وحصل على المركز الثاني وقدم عروضا جيدة جداً، في الموسم الذي يليه حقق بطولة الدوري لأول مرة في تاريخه الرياضي بعد أن قدم الفريق مباريات رائعة، هذا الموسم الحسين يتصدر ترتيب الفرق في الدوري، وتأهل إلى الدور الثاني في دوري أبطال أسيا بعد انتصارات مبهرة.
ليس ذلك فقط فقد تطورت الفئات العمرية في النادي ودخلت التكنولوجيا في الإدارة و التدريب، بفترة قصيرة يمضي نادي الحسين ليصبح مدرسة رياضية في التخطيط والتنظيم، السؤال الذي يطرح نفسه: كيف حدث ذلك؟
ليس المال الذي قدمه السيد أبو عبيد فقط، بل المال والإدارة الجيدة، أعتقد إلى الآن أن الرجل لم يكسب أو يسترد شيئاً يذكر مما دفع وأنفق على الفرق الرياضية، لكن ذلك سيحدث بالمستقبل القريب أو المتوسط، ولكن يجب أولا تعديل قانون ترخيص الأندية والنظام بشكل عام، أن يسمح للأشخاص أو الشركات المقتدرة مالياً بشراء الأندية الرياضية وتملّكها، وهذا ما أريد أن أصل إليه، كرة القدم اليوم تجارة واستثمار قد يكون مربحاًجداً، أنت تتعاقد مع لاعب جيد وتدفع له وللنادي الذي يمثله، لكنه قد يتألق ويبدع في فريقك وتبيعه بثمن مضاعف، وقد يكون هذا اللاعب من فرق الأشبال والناشيئن والنادي يصرف عليه، ويكبر فيصبح نجماً وتبيعه لنادي خارج الأردن بثمن خيالي، هذا غير الدعاية والتسويق والعروض التي تنهال على الأندية الرياضية التي تبدع محلياً وأسيوياً.
جميعنا يعرف حجم الجوائز المالية للفرق التي تفوز في دوري أبطال أسيا، حيث ترتفع قيمة الجائزة بعد أن تتأهل من الدور الأول...
أكرر ما ذكرت: كرة القدم اليوم تجارة واستثمار وأيضاً صحة وحيوية ومتعة، طبعا هناك سلبيات ولكن الإيجابيات برأيي أكثر بكثير.
تملّك ورعاية رجال الأعمال والشركات والمؤسسات الكبرى للأندية سيعود بالنفع الكبير على كرة القدم الأردنية والرياضة بشكل عام، كيف؟ سنرى محترفين على مستوى ممتاز يلعبون في الدوري الأردني وسيتسفيد اللاعب الأردني فنياً منهم، ستنتعش الأندية مادياً، قد تتعاقد الأندية مع مدربين كبار يطورون من مستوى اللأعبين الأردنيين وبالتالي سيتطور المنتخب أكثر، لن نرى أو نسمع عن لاعبين يشكون من عدم دفع رواتبهم، الدوري الأردني سترتفع قيمته الإعلاميةوالسوقية، لكن وهنا الخطورة: المال بحاجة لعقول وكفاءات تديره، عقول حكيمة تخطط للحاضر والمستقبل.
هل تتأمل وتتمحص وزارة الشباب وأصحاب القرار الرياضي بما ورد في هذه المقالة الموجزة؟
أين رجال أعمالنا الكبار وشركاتنا ومؤسساتنا الكبرى من الاستثمار الرياضي؟
أرجو أن يحدث ذلك في المستقبل القريب.