ما أَنْ وصلَ صاحبي (عَتَبَةَ) بيتي ، لاهثاً .. يلتقطُ آخرَ أَنفاسهِ ، كمن يلتقطُ قِطعةً نقديّةٍ مِنْ (بُحيرة الأماني) في (رُوما) ، لا .. بلْ من (بحر الظُلمات) ، فذلكم أقرب تشبيهاً ، إذْ أنّ تبادلَ الشهيقِ مع الزفيِر في صدرهِ ، كان كما عمليّةِ تبادلِ أسرى و..ما أدراك !، وما أَنْ حطّ كاهلهُ (المهيُوب !) بلاطَ الدار، حتى سألني أنْ نفترشَ العتبة : "مِشانْ ألله ما بييشْ حِيْل" ثم أضافَ .. مُتقطّعَ الكلا.. كلام يعني : " بِدّي جَ نْ بِ يّ ةْ " !، وإذْ تمدّدَ لِهُنيهة ، حتى هبّ .. فارعاً/دارعاً ، كمن وصلتهُ قُوّةٌ نوويّة ، هادراً .. بغضبٍ : "يا أخي .. إلى متى أحتمل ؟،
لقدْ بلغَ سيلي زُباه .. لا بلْ فاضَ (نيلي) وطاف! . لمْ اقبلْ منهُ كلمةً أُخرى ، قبلَ أنْ يشربَ (اللّمونادة) على طريقة الأَشّقاء المصريّين ويهدأ ، ومِنْ ثَمَ : شاياً بالزعتر ، كي يهدأ اكثر و .. كذا كان ، فبدأ بالقولِ : "تيّاهاً مثل طاووس ، مُنتفخاً مثل ديك مملوءِ الحوصلة ، لكنه .. إلى ذلك ، وديعٌ .. يصحّ أنْ تصفهُ بأنّهُ (شريطٌ لاصقٌ) ، أو أنّهُ (لَطْعَةْ) – كما يقولُ العامّةُ في وصف هذا الصّنفِ من المخلوقات ، أو عَنْ هذه (الطبعة) كثيرة التنقيح من الكائنات . رأيتهُ أمس مُتأبّطاً كِتاباً في فُنونِ القتالِ الشرق أسيويّة .. الشرق أسيوية (لا) الشرق أوسطيّة .. (دخيلكوا .. إقروا مليح لا تورطونا) !، ذلك أنّ فُنونَ النِزال (لا) القتال – الشرق أوسطية ، تُمارسُ في ساحات الوغى (لا) على صفحاتِ الجرائد !، وإنْ لمْ تصدّقوا.. فَسَلُوا سيفَ عنترة ، والذي كان يداوي رأس كُلّ مَنْ يشكو الصُداعا..(آخْ يا أبو العناتر) !، ما علينا..فحين رأيتهُ وكتابهُ (بيساره !) ، قُلتُ : هذا يومٌ (أسحمٌ) – هكذا قرأتها ربما المعنى ( أجقم ) ! – ولا بدّ وأنْ نكثر فيهِ من الدُعاء .. طلباً للنجاةْ !. حاولتُ الهروبَ ، بأنْ أسلكَ درباً تُبعدني عنهُ ، لولا أنّهُ ناداني باسمي طالباً إليَّ الانتظار، قلتُ لهُ وأنا أستحثّهُ للكلام : قُلْ ما تريدُ وأَسرع ، فورائي موعدٌ هامٌ ، قال وهو يتمايل : وأنا ورائي مواعيدُ كثيرةٌ لا موعدٌ واحدٌ فقط ، لكنّي مع ذلك أُضحّي من أجلك بهذه الدقائق !، قلتُ وقدْ إستشعرتُ خوفاً : تُضحّي من أجلي؟! قال بإعتدادٍ : نعم ولعلّك لا تعلم ، أننّي من القُرّاءِ الذين لا يُعجبهم ما تكتب ، وأننّي قرّرتُ أنْ أُقدّم لكَ جُملةً من النصائح ، حتى تُصبح من كبار الكاتبين ، فتُفتح لك البّوابات ، وتنحني لك الكاتبات ، بعد بنات أفكارك المُعجبات ، يفتحن نوافذ عقلك المُغلقات ، فتحيا من بعدُ في ثباتٍ ونباتْ !" ، وأضافَ صاحبي وأَفاضَ ، في نصائح صاحبهِ القارئ المُتأستذ/الكاتب الكبير/المفكر الفصيح والذي بلا بيضةٍ يصيح ، من نصائحه اللّوذعية ، مِمّا سيكونُ موضوعَ حديثٍ قادمٍ ، إذْ لن تكون هذه المساحة المُتواضعة ، بأيّ حالٍ ، كِفاءَ أَلمعيّتهِ العظيمةِ .. بحجمِ الإنتعاش !. وبعدُ ، فقدْ قالت أُم العَبِدْ ، لإبنها العَبِدْ ، لمّا رأتْ ما بوجههِ مِنْ كَمَدْ : يا ولدي .. إِمشِ مليحْ يحتار عدوّك فيك ، لمْ يُصخْ ولدها سمعاً للنصيحة ، لكنيّ سأفعل وآخذ بنصيحتها ، تماماً .. كما أخذتُ بنصائحِ صاحب صاحبي ، الكاتب الكبير (x لارج !) و .. صدّقوني !!!
Abudalhoum_m@yahoo.com