إسرائيل بعد خوضها حرباً طوال اربعة عشر شهراً ظن الجميع بأنها منهكة القوى لكن أثبتت هذه الدولة التي لها علاقات قوية مع مختلف دول العالم بأنها لا تشعر بأي تعب لجيشها فقد قامت بكل هدوء دون أن تطلق طلقة واحدة باحتلال ما قوامه ١٢٠٠ كيلو متر مربع من أراضي سورية مستغلة إنحلال الجيش السوري نتيجة لسقوط طاغية دمشق .

في العادة عند دخول قوات أجنبية على أي دولة عربية وجب تفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك ، والذي ينص على أن أي أعتداء عسكري على أي دولة عربية يعتبر أعتداء على كافة الدول العربية الموقعة على المعاهدة .

لكن رأى الشعب العربي أنه لم يحدث شئ لردع ذلك ، ولا كأن هناك حدث أمر خطير جداً أرتكبته إسرائيل بحق سورية والعرب عندما أحتلت منابع المياه في جبل الشيخ وهددت الأمن القومي العربي بأشرافها المباشر على كافة المرتفعات الغربية والشمالية التي كشفت المدن السورية ، واللبنانية ، والأردنية يعني ذلك فقط كتيبة مدفعية إسرائيلية تستطيع أن تدمر كافة هذه المدن من جبال الشيخ بكل سهولة ويسر حتى الطائرات العربية لا تستطيع أن تصل إلى علو 2850 متر ارتفاع هذه الجبال لقصفها !؟.

إذا بقيت القوات البرية والجوية والصاروخية الإسرائيلية متمركزة في هذه المناطق عالية الخطورة الأمنية على الأردن فأن الأمن القومي للشعب الأردني في خطر شديد ويعتبر أعلان حرب من قبل إسرائيل علينا .

الغريب أن هناك صمت رهيب ولا كأن شئ حدث لا يعنينا هذا الأمر ونحن نصدق الإتفاقيات الورقية التي قامت إسرائيل من جانب واحد بتمزيق الاتفاق مع سورية وتوغلت قواتها العسكرية فيها دون أن يتدخل مجلس الأمن الدولي أو اجتماع طارئ للدول العربية التي اليوم تنتظر فقط من يحين الدور التالي عليه .

نرى اليوم خطين من اللون الأزرق خطت بهما سورية إيذاناً بالتوسع العسكري الإسرائيلي في الدول العربية والضفة الغربية سيبدأ طرد الفلسطينيين منها لكي تستطيع إسرائيل بعد هذه الخطوة أن تتململ وتتوسع بإتجاه السعودية والعراق فالواقع العملي دولة قوية مثل إسرائيل لا يمكن أن تبقى صغيرة الحجم لا بد لها من التوسع إن ارادة البقاء على الحياة هذا هو منطق الحياة التطبيع مرحلة فقط من تاريخها لكن الواقع هو التمدد والتوسع هذا هو حق الدولة القوية لن تبقى إسرائيل على حدودها الحالية فتعداد سكانها وجيشها يسمح لها بالتمدد إلى أقصى حد تريده هذا هو ناقوس الخطر الذي كان يدق والذي اليوم أصبح حقيقة واقعة فالدول العربية لن يبقى لها سيادة على أراضيها بوجود قوة عسكرية مهيمنة أجنبية برية حتى من ناحية الخوف من التمدد الإسرائيلي أصبح يؤرق قادة العالم العربي وينغص عليهم برد العيش والرفاهية التي يعيشها البعض منهم .

إسرائيل فلتت من عقالها تجاه بلاد العرب والمسلمين، فماذا أنتم فاعلون !؟.