يوم أمس وخلال لقائه مع ممثلين ووجهاء في محافظة العاصمة، أنهى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين جولاته الميدانية التي كان قد استهلها مطلع هذا العام وزار خلالها جميع محافظات المملكة والتي كانت بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالته سلطاته الدستورية والتي توّجها في منتصف العام بخطاب مفصلي جامعة خاطب فيه شعبه الأبي بالتأكيد على حقيقة ماثلة كانت هي الأبرز عندما قال الملك لشعبه "أقف اليوم بينكم بعد مسيرة ربع قرن.
خمسة وعشرون عاما لم تخلُ من التحديات، لكنها زخرت بإنجازاتكم" ومنها أيضًا قوله " وعهدي لكم أن يبقى الأردن حرا عزيزا كريما آمنا مطمئنا".
عامٌ من الخير والبركة كان الملك فيه كما هي عادته منذ تسلم سلطاته الدستورية، قريبًا من الناس يزورهم ويحاورهم ويتحدث إليهم ويستمع منهم لملاحظاتهم ويتبنى وجهات نظرهم ويوعز بتنفيذ المشاريع والخدمات التي تلبي طموحاتهم وتسرّع وتيرة تحقيق التنمية في مناطقهم، وحيث كان الملك مقدّرًا ومباركًا لكل عمل وجهد يقوم به المواطن في سبيل تعزيز مكتسبات التنمية وتنويعها، فإن جلالته وفي كل زيارة كان يثني على جهود رجالات هذه المحافظة وتلك، وفي هذا نقرأ أبرز مضامين زيارات الملك ومعانيها عندما أكد على جملة حقائق أهما: أن إنجازات أبناء وبنات الوطن والتواصل معهم تزيد من تفاؤله، وأن قوة الوطن بأبنائه وبناته الذين تربوا على ثقافة الخير والإنجاز والإيمان بقدراتهم وإمكانياتهم، وأن الصعوبات دائما تزيدنا إصرارا على الإنجاز، وأننا مستمرون في البناء والتنمية الشاملة، وزد على ذلك أن جلالته وفي كل زيارة كان يؤكد لأبنائه وإخوانه الأردنيين بأن الأردن يواصل دعم صمود الأشقاء الفلسطينيين والوقوف بوجه أية محاولات لتهجيرهم، وأنه ماض في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في كافة المدن الفلسطينية.
عام كان حافلًا شهد فيه الأردنيون مع قائدهم مناسبة هي الأغلى والأعز على قلوبهم وهي مرور ربع قرن على تولي جلالته سلطاته الدستورية "اليوبيل الفضي" ولئن كان الفرح العفوي والتلقائي باديًا على مُحيّا النشامى والنشميات في كل ربوع الوطن فإنه كان باديًا على مُحيّا جلالة الملك الذي كان وما زال يعتبر تواصله مع الناس في مواقعهم من أجمل الأوقات وأغناها على قلبه لا سيما إذا ما ارتبطت بإنجاز يضيف لمسيرة البناء والتنمية ما يضيف وما يؤكد أن الأردن ورغم شُح الإمكانات والموارد قادر على صناعة الفرق وضمن أقصى طاقات وإمكانات متاحة.
أيام وينطوي بعدها هذا العام ونستعيد مع القائد خمسة وعشرين عامًا كان فيها جلالته منحازًا دومًا إلى نبض الشارع وتطلعات شعبه وهمومه ومواصلة مسيرة الإنجاز بما يعزز مسيرة الوطن الإصلاحية على كافة المسارات، ولم يدّخر جلالته جهدًا من أجل حماية الشرائح الفقيرة والوسطى وتوجيهاته الدائمة بتأمين المستوى المعيشي اللائق للمواطن الأردني لتحقيق المعادلة الصعبة بحتمية حفظ التوازن بين اعتبارات السوق والمنافسة وبين ضرورات العدالة الاجتماعية والأمن المعيشي.
Ahmad.h@yu.edu.jo