شارك الأردنيون يوم أمس احتفال سفارة دولة قطر الشقيقة باليوم الوطني لدولة قطر ، هذا احتفال الذي يقام سنوياً لإحياء ذكرى تأسيس دولة قطر على يد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني طيب الله ثراه في ١٨ كانون الأول / ديسمبر من العام ١٨٧٨، حيث يشارك الأردن ملكاً و حكومة و شعباً فرحة قطر الشقيقة هذا العام و في كل الأعوام السابقة .

يعد اليوم الوطني لتولي مؤسس دولة قطر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني الحكم في البلاد مناسبة هامة تحتفل فيها البلاد بذكرى تأسيسها وتاريخها العريق، ويوم ١٨ ديسمبر من كل عام هو يوم تجديد الفخر بالهوية الوطنية والاعتزاز بالإنجازات التي حققتها الدولة.

وتعتبر دولة قطر الشقيقة من الأعضاء الفاعلين في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث تسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين الدول الخليجية. ويعد اليوم الوطني فرصة للاحتفاء بالعلاقات الأخوية بين الدول الخليجية، والتأكيد على أهمية التضامن والتكامل في مواجهة التحديات المشتركة.
ورغم التحديات التي تواجه المنطقة الا ان دولة قطر تواصل تعزيز الاستثمارات المشتركة مع دول الجوار في مجالات الطاقة، البنية التحتية، والتعليم.

لطالما كانت داعمة للقضايا العربية العادلة، وخاصة القضية الفلسطينية. حيث قدمت العديد من المبادرات الإنسانية والسياسية لدعم الشعب الفلسطيني، كما تساهم في تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية. وتعد دولة قطر منصة حيوية للصحافة والإعلام العربي، مما يعزز دورها كصوت مؤثر في العالم العربي. وخاصة قناة الجزيرة.

أما على صعيد الاقتصاد والتجارة العالمية، تعتبر دولة قطر من أكبر الدول المنتجة للغاز الطبيعي، وتلعب دورًا كبيرًا في تأمين إمدادات الطاقة للعالم. وتستثمر بشكل كبير في أسواق المال العالمية، مما يجعلها لاعبًا رئيسيًا في الاقتصاد العالمي.

تعتبر دولة قطر واحدة من أبرز الدول في مجال الرياضة العالمية، حيث استضافت العديد من البطولات الرياضية العالمية مثل كأس العالم ٢٠٢٢. كما أنها تساهم في تعزيز الدبلوماسية الرياضية التي تساهم في تقوية الروابط بين الشعوب المختلفة.

تسعى دولة قطر من خلال استثماراتها في التعليم العالي والبحث العلمي إلى بناء مستقبل مستدام. ومؤسسات مثل "مدينة قطر للعلوم والتكنولوجيا" و"جامعة قطر" تمثل نموذجا لجهود الدولة في دعم الابتكار والتعليم.

يمثل اليوم الوطني لقطر مناسبة للقطريين لاحتفالهم بهويتهم الوطنية وتراثهم الثقافي، حيث يتم تذكير الشعب القطري بقيم الوحدة والكرامة والحرية التي تأسست عليها الدولة. وتتمتع قطر برؤية طموحة، من خلال رؤية "قطر الوطنية" ٢٠٣٠" التي تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة في مختلف القطاعات، بما في ذلك الاقتصاد، والتعليم، والرعاية الصحية، والبيئة.

وبالتالي اليوم الوطني لدولة قطر ليس مجرد مناسبة للاحتفال بذكرى تأسيس الدولة، بل هو يوم للاحتفاء بالإنجازات التي تحققت، والتأكيد على مكانة قطر في العالم الخليجي والعربي والدولي، الطموحات التي تسعى لتحقيقها، تجعل من هذا اليوم رمزًا للإرادة والتطور المستمر نحو المستقبل.

من جهة أخرى، تتميز العلاقات الأردنية القطرية بعراقتها وعمقها، حيث تجمع بين البلدين روابط تاريخية، ثقافية، وسياسية، تمتد لعقود من التعاون المثمر. ويشارك الأردن دولة قطر الشقيقة الاحتفال باليوم الوطني هذا العام بتسليط الضوء على هذه العلاقات المميزة ودور كل من البلدين في تعزيز التفاهم المتبادل ودعم المصالح المشتركة على المستويات الخليجية والعربية والدولية.

بالمقابل تلعب سفارة دولة قطر في عمان دورًا حيويًا في تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. حيث تعمل السفارة وبتوجيهات من سعادة السفير الشيخ سعود بن ناصر بن جاسم آل ثاني على تحقيق أهداف السياسة الخارجية لدولة قطر وتعزيز سبل التعاون في جميع المجالات. من خلال تنظيم الفعاليات الثقافية، الاقتصادية، والدبلوماسية، وتسهم السفارة في تعزيز هذا الدور.

اليوم الوطني لدولة قطر هو فرصة مثالية لتجديد الالتزام بتعميق العلاقات بين البلدين الشقيقين. فالعلاقات الأردنية القطرية تمثل نموذجًا للتعاون العربي النموذجي، الذي يهدف إلى تحقيق المصلحة المشتركة ويعزز من الاستقرار والازدهار في المنطقة. كما أن دور السفارة وسعادة السفير في هذا السياق يعد أساسيًا في ترجمة هذه الرؤية إلى واقع ملموس، من خلال العمل المستمر على فتح آفاق جديدة للتعاون والتفاهم بين البلدين.

إن استمرار التعاون بين البلدين يعكس رؤية مشتركة نحو مستقبل أكثر إشراقًا وتعاونًا، ويجعل من اليوم الوطني لدولة قطر مناسبة لتجديد العهد بالعمل المشترك من أجل خدمة المصالح العربية وتوسيع آفاق التعاون بين الشعبين القطري والأردني.

شاهد العالم كله كيف احتضنت قطر بطولة كأس العالم، والتي بذلت جهوداً جبارة لإنجاحه، وتقديم أفضل نسخة منه على مستوى البطولات العالمية السابقة، فأبدعت بطريقة أذهلت العالم، فمن جهة أبدعت في بناء الملاعب المميزة، وفي تطوير بنيتها التحتية من شوارع وجسور ومواصلات وبنية طيبة وأبدعت حين أبرزت الثقافة العربية والتراث العربي الأصيل في كل ركن من أركانها، فعكست قيم الإنسانية الحقة والإرث العربي والإسلامي، وجعلت من زيارة قطر بهجة للعائلة وتجربة ممتعة تستحق التكرار، وأبدع أهلها بطيبتهم وكرمهم المعهود.

نعم أبدعت قطر وما زالت تبدع وهي تسير على طريق التقدم والنماء لبناء دولة عصرية لها شأن بين الأمم، وتفخر بإنجازاتها المشرفة في شتى مجالات الحياة في إطار منظومة التحديث التي يقودها سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني برؤية تستشرف آفاق المستقبل وتواكب حضارة المستقبل، فوضعت نفسها في الخريطة العالمية، فصنفت كدولة من أفضل خمس دول اقتصادية في العالم، وواحدة من أكثر الدول سلاماً على مستوى العالم، والأكثر تقدماً في مجال التنمية البشرية على مستوى الوطن العربي، وأعلى ناتج محلي إجمالي، وها هي اليوم وبرؤية أميرها المحبوب الشيخ تميم وهمة أهلها الطيبين تتجه نحو تحقيق المزيد من متطلبات التنمية في كافة المجالات وتكريس مرتكزات الاستقرار السياسي وترسيخ أسس الديمقراطية لتحقيق نهضة حضارية تباهي بها الأمم.

تتسم العلاقات الثنائية بين المملكة الأردنية الهاشمية ودولة قطر الشقيقة بآنها علاقات تاريخية يطغى عليها الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والحرص الأكيد على تنمية هذه العلاقات الى أرقى معاتيها سياسياِ واقتصادياِ واجتماعياِ بفضل توجيهات صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله وأخيه سمو أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله.

في الختام يشاركني كافة الاردنيين برفع أسمي آيات التهاني والتبريك الى سعادة سفير دولة قطر الشيخ سعود بن ناصر بن جاسم ال ثاني بمناسبة اليوم الوطني لدولة قطر الشقيقة و الى كافة الزملاء في السفارة القطرية في عمان، ندعوه تعالى جلت قدرته ان يديم الامن والأمان والتقدم و الازدهار على دولة قطر الشقيقة و أهلها الكرام وان يحفظ المولى عز و جل دولة قطر الشقيقة بقيادة سمو امير البلاد الشيح تميم بن حمد ال ثاني حفظه الله، و كل عام و قطر الشقيقة وأهلها الكرام بألف الف خير.

*السفير الدكتور موفق العجلوني /المدير العالم مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية.
muwaffaq@ajlouni.me