facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"حكي القرايا" ندوة في جمعية عَون الثقافية الوطنية


18-12-2024 07:47 PM

عمون - نظمت جمعية عَون الثقافية الوطنية ضمن سلسة ندواتها الأسبوعية في مقرها الرئيسي بالعاصمة عمان/تلاع العلي، جلسة حوارية لمناقشة رواية "حكي القرايا" للكاتب والروائي رمضان الرواشدة، بحضور جمع من أعضاء هيئات ولجان الجمعية والأكاديميين والمهتمين.

وأدار أسعد ابراهيم ناجي العزام رئيس هيئة إدارة جمعية عَون الثقافية الوطنية، الندوة الحوارية التي عقدت برعاية الدكتور نضال العياصرة عضو الهيئة الإستشارية والتوجيهية/مدير عام دائرة المكتبة الوطنية، بمشاركة الكاتب والروائي هزاع البراري أمين عام وزارة الثقافة السابق الذي قدم قراءة نقدية تحليلية عن الرواية.

وفي الندوة التي أفتتحت بالسلام الملكي رحب أسعد ابراهيم ناجي العزام رئيس الهيئة الإدارية بالحضور وفي مقدمتهم راعي الندوة الدكتور نضال العياصرة عضو الهيئة الإستشارية والتوجيهية/مدير عام دائرة المكتبة الوطنية،والكاتب والروائي الإعلامي رمضان الرواشدة عضو الهيئة الإستشارية والتوجيهية،والكاتب والروائي هزاع البراري أمين عام وزارة الثقافة

وبعد أن رحب راعي الندوة الدكتور نضال العياصرة عضو الهيئة الإستشارية والتوجيهية مدير عام دائرة المكتبة الوطنية بالحاضرين الرواشدة والبراري والضيوف وأعضاء الجمعية،أشاد العياصرة بالدور الثقافي البارز لجمعية عَون الثقافية الوطنية

وبدوره وبعد أن قدم الأستاذ هزاع البراري الشكر والتقدير لجمعية عَون الثقافية الوطنية على دورها الهام في دعم مسيرة الثقافة الوطنية الأردنية،والدكتور نضال العياصرة راعي الندوة، والأستاذ رمضان الرواشدة كاتب الرواية والحضور قدم البراري قراءة نقدية لرواية حكي القرايا بعنوان: (عندما يكشف المكان أسرار قصته)....قائلاً:

"حكي القرايا" لرمضان الرواشدة نص روائي يذهب إلى المغايرة في مستويات عديدة، فرمضان الذي يصدر روايته الجديدة ضمن مشروعة الروائي الذي بدأ برواية الحمراوي، يصر دائما على تقديم كتابة مختلفة، لا تشبه إلا نفسها، وهذه المغايرة تأتي في الشكل الفني والمضامين الروائية، وتصل حتى بناء الجملة وتشييد الشخصيات، و هي مغايرة لا تفترض شرط التفوق دائما وإنما تؤكد على أهمية البصمة الخاصة في الكتابة، وهنا نجد وعلى إمتداد مراحل هذا المشروع الإبداعي أنه لا يمكن فصل رمضان الرواشدة عن نصه الروائي، فهو حاضر وفاعل في نصه، حتى وإن حاول التخفي والإختباء إلا أنه ما يلبث من الظهور هنا وهناك، وغالبا ما تجده واقفا في ظل النص أو أن النص بشكلٍ ما هو ظل رمضان الرواشدة، وهو تماهي مدروس خاصة إذا ما كان الكاتب منغمس تماما في قضايا مجتمعه وتفاصيل محيطه، وصاحب تجربة سياسية مبكرة، بالإضافة إلى اشتغاله في الإعلام مما جعله في بؤرة الأحداث الساخنة، ومتفاعلا معها بل ومؤثرا فيها أحيانا.

من هنا تأتي رواية حكي القرايا لتذهب ليس فقط نحو ذاكرة الطفولة وقصص الأهل ومرويات كبار السن، بل لتدخل في مسامات الحجر وفي أسرار الأودية السحيقة، وتفتش في الرمل عن تفاصيل حكايات مخبأة، وأصوات تغفو بين التلال، وهنا أيضا لا يمكن فصل عنوان الرواية عن شطره الثاني وهو مثل شعبي أردني " حكي القرايا غير حكى السرايا " فالعنوان / المثل له محمول سياسي واضح، ونحن نعرف في الموروث الشعبي أن دار السرايا هي بيت الحاكم خاصة في الحقبة العثمانية، وهو يدلل على الفجوة المتسعة بين ما يدور في دار السرايا وبين الواقع الماثل، ومن هنا تبدأ المعاناة التي تتحول مع الأيام إلى قطيعة، وهذا ما حدث فعلا بشكل جلي في ثورة الكرك عام 1910 ضد عسكر العثمانيين والتي سميت بـ الهية، ومن ثم مهدت هذه الفجوة بين القرايا والسرايا الظروف لإندلاع الثورة العربية الكبرى على يد الشريف الحسين بن علي، فهل تعمد الرواشدة الاكتفاء بالجزء الأول من المثل الشعبي ليجعل باب التأويل مفتوحا؟ بالتأكيد لأن مهمة الكاتب دائما فتح باب التأويل على مصراعيه.

حكي القرايا لا تحفل كثيرا بالشكل الروائي الراسخ لدى المتلقي، لكنها تسعى لاجتراح مقترح جديد يعتمد السرد الحكائي، بمعنى أن رمضان الرواشدة يستعير من المضمون نفسه آليات تقديمه، ومن هنا كان السرد الروائي والذي أسهم في بنية الرواية الفنية أقرب إلى المرويات الشعبية، وباللفظ الشعبي أقول أنه استعار من " السالفة " أو " السولافة " شكلها وتقنياتها السردية والبنائية ليقدم روايته، هذا منح الرواية اختلافها وخصوصيتها، ونجد أن مصطلع " السالفة " يشير دائما إلى حدث قديم أي حدث في سالف الدهر، وهو يربط عنوان الرواية بمضمونها وبشكلها الفني، وهي معادلة بالغة الصعوبة والحساسية، لأنها في لحظة ما قد تخرج الرواية من صنعتها الفنية، وفي لحظة أخرى تضعها في مكانة متقدمة في تقديم رواية تعي نفسها واختلافها، ولاشك أن الرواشدة هنا يكشف عن خبرة كبيرة في الكتابة الإبداعية التي أودع فيها كثيرا من سيرته الحياتية والسياسية والعملية، وفي ذات الوقت كان دائما يجعل من الجنوب بوصلتها وجورها مهما ابتعد.

اللغة غير متكلفة، فيها اقتصاد محسوب، تأخذك نحو الحدث مباشرة وتسهم في تشييد خطوط اللعبة الروائية بذكاء ودون أوزان زائدة، وهذا ينسجم مع مرويات أبناء القرى والبوادي، والشخصيات تذكّر دائما بالشخصيات اليونانية القديمة، فهي شخصيات شبه أسطورية إلى أسطورية، كل فيها له بطولته الخاصة، فتأتي الرواية عابقة بالغرائبيات الواقعية أو ما أطلق عليه في أمريكا اللاتينية أدب الواقعية السحرية، فحكي القرايا وإن اختلفت الأساليب والبنى فهي تنتمي لهذا النوع من الكتابة، والتي تنحاز إلى المجتمعات المهمشة والأماكن التي يصد عنها العصر الجديد.

لاشك أن حكي القرايا تضع المكان موضع البطل المطلق، فكل الأحداث والشخصيات تبدأ به وتجري في مسرحه تنتهي فيه، وهنا تبرز قلعة الشوبك، بإرثها التاريخي القديم والقريب، وامتدادها في سير الأحداث التاريخية، فهي آخر القلاع الكبرى في بلاد الشام، وكأنها شيخ جليل يمد عباءته حتى عمق الصحراء وتصل أعالي قمم جبال الشراه حيث نهضت حضارت وبادت ومرت جيوش وتلاشت وبقيت القلعة بقصصها وحكايا ناسها، لتكون شاهدة على تحولات إقليمية كبرى، ويكسون لها دورها في بناء الدولة الأردنية الحديثة، ويكون لمخزون ذاكرتها والقرى المحيطة بها دور أساسي في بناء قصة الوطن الكبير، وتشييد الهوية الوطنية الأردنية.

وبدوره وفي بداية حديثه،شكر الرواشدة جمعية عَون الثقافية الوطنية ممثلة برئيس هيئتها الإدارية اسعد ابراهيم ناجي العزام حيث تزالمنا معاً في رئاسة الوزراء.وهنا تعمدت ذكر إسمه كاملاً لأنني بصراحة أتونس بهذا الإسم لكون جده الناجي من رجالات الأردن الذين ساهموا بتأسيس المملكة وكان له دوراً بارزاً في الأحداث على الساحة المحلية -بلاد الشام- قبل وبعد تأسيس إمارة شرقي الأردن وكان أحد رجالات الأردن الموقعين على بنود معاهدة أم قيس التي عقدت عام 1920 وطالبت بالهاشميين ليكونوا ملوكاً على شرقي الأردن.
كما قدم الرواشدة شكره وعرفانه للدكتور نضال العياصرة عضو الهيئة الإستشارية للجمعية مدير عام دائرة المكتبة الوطنية راعي الندوة الكريم...وهزاع البراري أمين عام وزارة الثقافة السابق .... والحضور جميعاً.

أما بما يخص روايتي (حكي القرايا) أقول:
لماذا إختلفت روايتي هذه عن بقية رواياتي؟؟؟ إذ أن هناك كم هائل من التاريخ الشفوي الأردني والمرويات الشفوية التي تحتاج إلى من يكتبها ويوثقها.حيث أن تاريخ الأردن القديم والحديث منه مليء بالقصص التي تصلح لأن تكون روايات تترجم إلى أعمال درامية.فالمورخون كتبوا كثيراً عن تاريخ الأردن ولكن هناك قلة من الروايات (3 روايات) التي تناولت التاريخ الشفوي والمحكي للشعب الأردني.

إن الأردن كان موجوداً وحاضراً منذ القدم،وما كان إعلان تأسيس إمارة شرقي الأردن عام 1921 إلا ثماراً ونتاجاً لفترة طويلة من الكفاح والنضال الأردني والثورات على ما تبقى من الدولة العثمانية بعد سيطرة اليهود على جمعية الإتحاد والترقي وباتوا يُسَيرون الدولة العثمانية بما يتماشى ويخدم مصالحهم لتحقيق أطماعهم في بلاد العرب وخصوصاً فلسطين.وبسببهم فقد إنتشر الظلم وعم الطغيان بلاد العرب مما دعا ملك العرب الشريف الحسين بن علي بإعلان الثورة العربية الكبرى التي جائت إستجابة لطموحات الشعوب العربية في بلاد الشام للتخلص من الظلم الجائر والظالم لليهود الذين سيطروا على كافة مفاصل الخلافة الإسلامية.

واضاف الرواشدة :إلى وجود مشروعية مهمة للأردن تتعدى الحدود التي رسمتها إتفاقية سايكس-بيكو.لأن في هذا البلد شعب عريق وممالك حكمت لفترة طويلة مثل العمونيون والمؤابيون والأدوميون والعرب الأنباط.

لقد كانت الثورة العربية الكبرى ضد حزب الإتحاد والترقي الذي أطاح بالخلافة الإسلامية عام 1908.وهنا أود الإشارة أو دحض الأقاويل بتزييف التاريخ أن الثورة العربية الكبرى كانت ضد الخلافة الإسلامية...والحقيقة الثابتة التي لا مجال لتأويلها أو تزييفها أن الخلافة الإسلامية كانت قد إنتهت -قبل 8 سنوات من إعلان الثورة العربية الكبرى - بإنتهاء حكم آخر خلفائها السلطان عبد الحميد الثاني عام 1908

ونوه الرواشده في معرض حديثه إلى أننا بحاجة إلى سردية ورواية أردنية حقيقية نابعة من تراث وموروث هذا الشعب العربي الأصيل.مضيفاً أن رواياته السابقة التي كتبها قبل عام 1990 كانت تتحدث عن بيروت،بغداد،نجران،دمشق،فلسطين،والقاهرة.

ولكنها بفضل الجيل الجديد من الكتاب والروائيين الأردنيين عادت الكتابة عن الإنسان الأردني بكل ما يتلعق به من-تراث،عادات وتقاليد،مأكولات شعبية،ثقافة،أغاني شعبية،قصص أردنية وغيرها -والمكان الأردني والهوية الأردنية.

وفي عرضه لروايته “حكي القرايا”، بين الرواشدة أن الرواية هي تخيل أدبي، استفادت من بعض الأحداث التاريخية والمرويات الشفوية،قائلا : وظفت “حكي القريا” بطريقة روائية بعيداً جداً عن فهمها كتاريخ لمنطقة الجنوب الأردني في أواخر فترة الدولة العثمانية، إلى بداية تأسيس الدولة الأردنية الحديثة، وربما عندما يُقارن النقاد والقُراء بين التاريخ والرواية، سيجدون أن الرواية تتحدث عن ما ورائيات الأحداث الحقيقية، وأن خيال الكاتب نسج منها حكاية سردية مختلفة جداً.
وأضاف الرواشدة: “الرواية، عمل متخيل، بإستثناء بعض الأحداث التي جرى توظيفها والبناء عليها من واقعِ الخيال، من أجل التشويق الروائي، مثل (ثورة الشوبك) ضد الحكومة التركية، التي جرى إضافة وقائع متخيلة إليها، لتخدم العمل الروائي، حتى الشخصيات التي صورت في هذه الثورة رسمت لتخدم العمل الروائي”.
وقال الرواشدة، إن رواية «حكي القرايا» لا تؤرخ الأحداث، ولا تتناول التاريخ بصورة متسلسلة، لكن بعض أحداثها تتقاطع مع المروي الشفوي في الجنوب الأردني.
وهي تمثل نقلة مميزة في إنجازه الروائي المتجدد، فـ «حكي القرايا» تنهُل من المروي الشفوي للجنوب الأردني، وتستند إلى المكان بتفاصيله التي يعرفها الروائي جيدا، وتوثق لمرحلة تاريخية انتقالية في منطقة «الشوبك»، حيث تشكل القلعة العظيمة بؤرة الأحداث.
فاتحة الرواية تبدأ بحملة القائد المصري «إبراهيم باشا» على الكرك، وتتّوج الأحداث «بثورة الشوبك» المعروفة احتجاجا على محاولة جنود الدولة العثمانية تسخير نساء الشوبك لنقل الماء للجنود.

وقد أثرى الندوة النقاش والحوار البناء الذي دار بين الحضور والمُحاضر....وفي نهاية الندوة قدم رئيس الهيئة الإدارية الشكر والتقدير للدكتور العياصرة على رعايته الكريمة للندوة والأستاذ الرواشدة كاتب الرواية والأستاذ البراري ولجميع الحضور ضيوفاً وأعضاء.

كما قدم لكل من العياصرة والرواشدة والبراري نسخة عن موسوعة "تاريخ الأردن" في القرن العشرين من عام 1900-1995 وهي إحدى مقتنيات مكتبة جمعية عَون الثقافية الوطنية/مكتبة "المؤرخ سليمان الموسى" وقد تم توزيع نسخة عن كتاب (غربيون في بلاد العرب) للمؤرخ سليمان الموسى على جميع الحضور.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :