اتسمت العلاقات الاردنية العراقية بالموثوقية واالتعاون في حالتي الكرب والرخاء التى مر بها العراق الشقيق منذ عام ٩٠ ولعل اهم مشروع استراتيجي بين البلدين طرح في السنوات الاخيرة هو اقامة انبوب نفط من العراق الى العقبة.
وهو مشروع هام جدا لكلا البلدين معا سيما وان الخبرة التاريخية صعبة لكل مشاريع انابيب النفط من العراق عبر دول اخرى بداء من مشروع انبوب ال ipc الى حيفا في الاربعيات والذي توقف بعد حرب ٤٨، وانبوب النفط العراقي عبر سوريا للبحر المتوسط والذي تعرض للتوقف بقرار سياسي من قبل الرئيس السوري حافظ الاسد بسبب الخلاف الشديد بين قيادتي البلدين في الثمانينات، رغم الجهود المضنية التى بذلتها الجامعة العربية ولجانها لاستئناف تدفق النفط انذاك خاصة وان العراق كان بأشد الحاجة لعائداته فيما الحرب دائرة على حدوده الشرقية.
كما واجه خط النفط العراقي عبر تركيا صعوبات وخلافات ثنائية لاسباب عديدة، ولهذا فإن الانبوب النفطي العراقي الى العقبة هو مصلحة استراتيجية لكلا البلدين كما وصفه فيصل الفايز رئيس مجلس الاعيان في محادثات برلمانية مع رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني الذي يزور الاردن وسط حركة سياسية ودبلوماسية يشهدها الاردن بقيادة ملكية وفي مرحلة صعبه يمر بها الاقليم تستدعي هذا الحراك لتعزيز التعاون الثنائي بل والعربي في ضوء الاحداث الخطيرة التي تشهدها المنطقة بسبب العدوانية الاسرائيلية.
ان قضية النفط في العلاقات بين العراق والاردن تسجل اعتزازا اردنيا بمواقف العراق حين زود الاردن لسنوات النفط بنسبة ٥٠% كهبه و٥٠% باسعار مخفضة، وما زال المشروع لم ير النور رغم مضي نحو عشر سنوات على اطلاق فكرته دون تنفيذ رغم حاجة البلدين الماسه له.
اجل ان الاردن كان ايضا منفذا ورئة للعراق في مرحلة الحصار وفرض ما سمي ببرنامج النفط مقابل الغذاء، وكنت اتابع عبر عملي في المنظمه التعاونيه كيف اسهمت مؤسسات شعبيه ومنظمات مجتمع مدني في كسر الحصار ومد الاشقاء بجزء من احتياجاتهم رغم اجراءت الحصار الشديد والظالم المفروض على العراق حينذاك التزاما بدور الاردن وقيادته ازاء شعب العراق الذي كان دوما سندا لبلدنا في الحرب والسلم.
ولقد مثلت اشارة الفايز كمبادرة اردنية برلمانية لهذا المشروع في حديته مع الوفد البرلماني تذكيرا بضروره الانطلاق بالمشروع من مرحلة الدراسات الى مرحلة التنفيذ لصالح البلدين وتعزيز عرى العلاقة العراقيه عربيا كما كانت عبر تاريخ طويل.