إجراءات الأردن الضرورية بعد سقوط النظام السوري
ايهاب الدهيسات
18-12-2024 09:00 AM
الأردن ليس مجرد وطن؛ إنه حياتنا. ومع سقوط النظام السوري، نكون أمام تحدٍ كبير. لكننا دائمًا كنا أصحاب مسؤولية، نعرف كيف نتصرف بحكمة. نحن لسنا فقط حراس حدود، بل حراس سلام وأمان. وهذه الخطوات هي جزء من واجبنا لنضمن أن يبقى هذا الوطن الذي نحبه بكل جوارحنا مكانًا آمنًا لكل من يعيش فيه.
بالرغم من التهنئة للشعب السوري بسقوط النظام المسؤول عن سجن وتعذيب الاف السوريين، إلا أننا في الأردن بحاجة لعدة خطوات وبشكل عاجل.
أهم خطوة ستكون بمراقبة التحركات على الحدود ، قد يستدعي ذلك تعزيز اعداد الجيش والأمن وزرع كاميرات ومراكز مراقبة إلكترونية وغرف ومخابىء أمنية ، وبذات الوقت التنسيق مع الحلفاء الدوليين لمراقبة الحدود.
الخطوة التالية استحداث غرفة طوارئ للتنسيق مع الدول المجاورة لسورية مثل تركيا والعراق ولبنان وبالأخص تركيا لما لها من تأثير على المعارضة التي في طريقها لحكم سورية، ويكون هدفها تبادل المعلومات وتقديم المساعدة للشعب السوري كما فعل الأردن بإرسال المساعدات العاجلة.
الخطوة الثالثة بتعزيز الإتصال مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وطلب الدعم اللازم لمواجهة أي تغييرات مفاجئة ، لنكن صادقين، نحن بحاجة إلى دعم من أشقائنا وأصدقائنا. الخليج العربي، بأخوته معنا، يستطيع أن يساعدنا على تعزيز أمننا.
الخطوة الرابعة متعلقة بالخطوة الثانية بتحديث السياسة الخارجية للتعامل مع مع أي سيناريو جديد والتكيف معه والحفاظ على موقف محايد ومراجعة التصريحات والتعميم بذلك واعتماد جهة واحدة للتصريح بخصوص الأحداث المتسارعة.
الخطوة الخامسة تعزيز الجبهة الداخلية بإطلاق الحوار الوطني بهدف التوعية والتثقيف واختيار مواضيع الصحة والتعليم وتحسين ظروف الحياة بدلاً من المواضيع السياسية كأن يكون هدف الحوار الاستماع لحلول مشاكل الفقر والبطالة، فالبيت الداخلي هو الأساس وإذا كنا متماسكين، فلا شيء سيؤذينا، ولنفتح أبواب الحوار مع الجميع، لكن هذه المرة لنتحدث عن التعليم، عن الصحة، عن البطالة، عن أحلام الناس.
الأردن لاعب إقليمي مسؤول يعول عليه العالم بالاستمرار بدوره بحفظ الأمن ومنع اندلاع الحروب الإقليمية ، وبعد سقوط النظام السوري تعد هذه الخطوات بمثابة إجراء وقائي للأبعاد الأمنية والسياسية والاجتماعية.