عراب التحديث السياسي في الأردن يؤبنه ..
17-12-2024 09:10 PM
عمون - أحمد الحمد - أبَنَ عراب التحديث السياسي في الأردن العين سمير الرفاعي، التحديث السياسي، بعد أشهر من الانتخابات النيابية الأولى التي اجريت وفق القوانين الجديدة.
وقال الرفاعي الذي ترأس اللجنة الملكية للتحديث السياسي، إن القوانين عندما وضعت لم تفترض وجود أحزاب تعرض مقاعدها للبيع، واخرى تنتقي التسلسل في القائمة بحسب الواسطة، وأحزاب ستخوض الانتخابات بالقوائم المحلية من أجل الفوز بغض النظر عن الفكر الحزبي.
وأضاف خلال محاضرة عقدت اليوم الثلاثاء، أننا بحاجة إلى فهرس أردني لتوجهات الاحزاب، فماذا يعني حزب محافظ في المملكة الأردنية الهاشمية، فهذا مصطلح واضح في بريطانيا وهو يعني الاحزاب التي تعتبر أنها مع القطاع الخاص وتخفيض الضرائب على البعض وتصغير حجم الحكومة، فيما يعتقد الليبراليون أنه يجب زيادة الضرائب على الاغنياء وان تلعب الحكومة دورا أكبر، لكن في الأردن الأمر على العكس، والليبرالي يريد حكم اصغر وأن تلعب الحكومة دورا أكبر..
ودعا إلى أن نقرر ماذا يعني محافظ في الأردن وماذا يعني ليبرالي، وهل يمكن ان يكون الشخص محافظا اجتماعيا وليبرالي اقتصاديا او سياسيا..
وبين أنه بقراءة برامج الكثير من الأحزاب، لا يوجد شيء مقنع حتى الآن، مؤكدا انه من السهل قول سنرفع رواتب الأردنيين 100 دينار لكن السؤال من أين سنأتي بملياري دينار من أجل ذلك؟..
وأوضح أنه كان على الأحزاب أن تعمل على برامجها وأسسها وأن يكون الألف شخص المؤسسين للحزب يجتمعون على الفكر ذاته، لا أن يجمعوا من أجل العدد فقط.
وأكد أن المرحلة الأولى وجهت رسالة واضحة بأن الأحزاب التي كنا نتوقع لها أن تتصدر المشهد لم تأخذ اصواتا كبيرة على القائمة الوطنية، مشيرا إلى ان وضع كتلة بعدد كبير تحت القبة لتكون الأكبر لا يعني ان هذا الحزب هو الاقوى وعندا نفعل ذلك نكون "نضحك على انفسنا".
وقال الرفاعي، إن كل من فشل في الانتخابات عليه افساح المجال لغيره، داعيا الى ان تجتمع الاحزاب وتراجع برامجها خلال السنوات الاربع القادمة لتصحيح المسيرة، مؤكدا انه من الواضح أن الأردنيين مسيسين وواعين ووجهوا رسالة في الانتخابات بأنهم مقتنعين بفكرة الاحزاب لكنهم غير مقتنعين بالاحزاب نفسها..
وأكد الرفاعي ان الفكرة من التحديث السياسي لم تكن توزيع المناصب على الاشخاص ليصبح فلان وفلان امناء عامين، مشيرا إلى أن الاحزاب ذاتها هي من تعيق التقدم.
وبين أنه من المفترض أن يكون لكل حزب رأي في القضايا العامة مثل الحد الأدنى للأجور، او موقف معين من كل قرار يتخذ، وأن يفسر لماذا يتوافق مع القرار او يعارضه، ومدى انسجامه مع تطلعاته او مخالفته لها.
وأضاف ان اللون الرمادي الذي يحاول أن يحب الكل ليحظى بالكل ليس أمرا مفيدا في الأحزاب، فالمواطن قادر على المكافأة او العقوبة في الانتخابات القادمة.
وأشار الرفاعي إلى أن الخطأ الذي ارتكبته معظم الاحزاب هو عدم إدخال النقابين إلى عملهم، لأن عمل النقابات قبل الاحزاب كان عملا نقابيا سياسيا واليوم اصبح العمل السياسي في الأحزاب، موضحا أن النقابيين عملوا في الانتخابات سابقا واشتغلوا بالسياسة.
وأكد على ضرورة أن تبتعد الأحزاب عن "الأنا" والانتقال إلى "نحن" والتفكير في كيفية اعادة انتاج نفسهم بصورة واضحة جدا، خلال السنوات الاربع القادمة، وألا يكونوا مثل "العليق عند الغارة" والعمل خلال الاشهر الاخيرة قبل الانتخابات فقط..