السلطة الفلسطينية .. ما بين السندان والمطرقة
د.محمد البدور
17-12-2024 11:42 AM
السلطة الفلسطينية تصارع لاجل البقاء بعد ان حبست إسرائيل انفاسها ولوت المقاومة ذراعها وغدت ما بين سندان المقاومة ومطرقة اسرائيل التي تبحث عن اي ذريعة لها لالحاق الضفة بغزة ومابين التزام السلطة بالمحافظة على نهجها الوطني السياسي المناهض للاحتلال والرافض للعدوان فقدت توازنها وراحت تبحث عن اي سبيل يجنبها الزوال وشر الاحتلال ويبعد عن شعبها شبح التهجير والقتل والتدمير وهذا على إسرائيل امر يسير لطالما تمرست على الاجرام وامعنت في غزة قتلا وتدمير بذريعة القضاء على حماس والمقاومة وكذلك ببطشها في لبنان وسوريا والحبل على الجرار بدعم امريكي وصمت عالمي وعجز عربي.
حقيقة مايفهمه الرئيس محمود عباس والسلطة انه اذا وقعت الواقعة في الضفة فلن يكون لهم طوق نجاة ولاعون او نصير لا من عربي ولا دولي ولا من آدمي الا بالبطانيات والمعلبات والشجب والادانات وسيكون شعبه صيدا ثمينا ومدن الضفة ومخيماتها هدفا سمينا لاسرائيل فلا خنادق ولا انفاق ولا سلاح ولهذا فإن الرؤية السياسية للسلطة ان تتجنب حاليا كل الاسباب التي قد تتذرع فيها إسرائيل وتنتظرها للانقضاض على ماتبقى من دولة فلسطين المأكولة والمتآكلة بالضم والتوسع الاستيطاني والمتهالكة سياسيا واقتصاديا وامنيا وغيره.
إسرائيل تنتظر الفرصة السانحة ونضوج طبختها في الضفة وملخصها إنهاء دولة فلسطين بموجب اتفاقية السلام والسيطرة على الضفة وإعادة احتلالها للابد وتهجير الفلسطينيين للاردن وما يدور في الخلد السياسي للرئيس محمودعباس وكل المراقبين الابتعاد بقدر الامكان عن مسببات ومبررات العدوان الاسرائيلي على الضفة خاصة مع تنامي مطالب المتطرفين اليهود بإحتلالها وطرد اهلها وكذلك وجود بيئة دولية متواطئة مع اسرائيل وهذا مانراه بأم اعيننا في غزة ورأيناه في لبنان وسوريا وغدا العراق واليمن وغيرها.
في الواقع السياسي ان إسرائيل وامريكا والدول الداعمة لعدوانها ان السلطة الفلسطينية غير قادرة على حماية نفسها ولا ضفتها ولن تكون إسرائيل بمأمن من هجمات المسلحين الفلسطينيين وان من حقها حماية امنها ووجودها وعليها ان تقوم بهذا الدور بنفسها من خلال الهجوم على مدن الصفة ومخيماتها للقضاء على الفصائل المسلحة وإسقاط السلطة وسقوط كل فلسطين بقبضتها ومن هنا فإن السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس راحوا يبحثوا عن فرصة للنجاة ولقط الانفاس قبل لفظها وهذا رمقها الاخير للبقاء سلطة وارضا وشعبا من خلال كبح جماح المقاومين وضبط النفس وعدم اعطاء الفرصة لاسرائيل بالتذرع بالمسلحين.
ما يريده عباس اليوم إبطال حجة إسرائيل لشن عدوانها على الضفة وإثبات انه قادر على ضبط الامن خاصة مع قدوم إدارة جديدة للبيت الابيض الامريكي تريد إختبار سلطة عباس قبل ان تعطي الضوء الاخضر لاسرائيل لشن عدوانها وقد تكون ايضا خدعة للسلطة لتمهد الطريق امام إسرائيل لتفعل ما فعلته في غزة من دمار وقتل وتهجير حقيقة ان السلطةالفلسطينية بين فكي كماشة المقاومة والاحتلال وكلاهما يأكل لحمها ويسلخ جلدها عن عظمها رغم ضعفها وسقمها لكنها تحاول البقاء على قيد الحياة والتشبث بحقها إقامة دولة فلسطين.