هؤلاء الأخطر على بناء سوريا الحُلم
صالح الراشد
17-12-2024 11:40 AM
رحل الرئيس السوري بشار الأسد وغادر بلاده صوب روسيا ولم تبكيه العيون السورية والعربية بعد أن زرع الرعب والموت لسنوات طوال، غادر وأسرته تاركاً سوريا تواجه مستقبلها الغامض بدلاً من أن يلعب دور المنقذ ويخطو صوب وحدة سوريا وشعبها بايجاد الحلول التي تسهل من حياة السوريين، ورفض الأسد التقارب الذي طالبت به المعارضه، ووضع مستقبل سوريا وشعبها في السلة الإيرانية لوحدها فيما تراجع الدور الروسي، ليترك سوريا في مهب رياح التقسيم التي تهب عليها من جهات عدة أبرزها كيان الاحتلال وتركيا خارجيا والفصائل داخلياً وبالذات قوات سوريا الديموقراطية "قسد" داخلياً.
وزادت الضغوط على المعارضة بعد دخول العاصمة السورية دمشق واحتلال القوات الاسرائيلية جبل الشيخ من الجهة السورية، وأعلن رئيس وزراء الكيان نتنياهو إلغاء العمل باتفاق فك الاشتباك بين السوريين والاسرائيليين ، والأخيره أعلنت رفع جاهزية قواتها بغية التمدد لمناطق أخرى بعد نيلها الضوء الأخضر من واشنطن، فيما لا يوجد رغبة لبقية دول الجوار العراق والأردن ولبنان في الحصول على أراض سورية، وتعتبر هذه الدول الحفاظ على جغرافية سوريا كما هي دون عبث أو اقتطاع أمان للمنطقة لمواجهة الحاضر المجهول والمستقبل الذي بلا ملامح.
وعلى الجانب الآخر تقع تركيا التي تحتل لواء الإسكندرونة من عقود ثمانية دون أن يكون هناك حراك سوري لاسترداد أراضيه، وقد تسعى تركيا للتمدد في الأراضي التي تتواجد بها قوات "قسد" بحجة حماية الأراضي التركية من هجمات هذه القوات، لذا ربما تقوم تركيا بضربة استباقية وتقتطع أراضٍ سورية جديدة، وهذه الارض هي التي يبحث "قسد" على نيل حكم ذاتي فيها قابل للتطور ليصبح نواة للدولة الكردية المتوزعة بين إيران وتركيا والعراق وسوريا، اما الحدود الأهم فهي الحدود البحرية الواقعة على البحر المتوسط التي يسعى الكيان لترسيمها للاستفادة من المناطق التي تحتوي على الغاز وتشمل دول الجوار السوري الواقعة على البحر المتوسط وهي لبنان وتركيا والكيان، ويسعى الأخير لنيل حصة الأسد من المياة الإقليمية مما سيجعل ملف الترسيم في غاية الصعوبة.
لقد أثبتت الأحداث ان قرار وحدة سوريا بيد شعبها وحدهم كونهم الحصن الأخير لحماية سوريا، وبالتالي هم القادرين على تحويل أحلام الطامعين بضم أراض دولة محطمه اختفى جيشها في لحظات ولجأ رئيسها إلى روسيا ويقودها ثوار ومعارضة إلى كابوس يطارد كل طامع بشبر من الأراضي السورية، ليكون الحل بالتمسك بمن يتولون إدارة الدولة وعدم ترك فراغ في مؤسساتها وإعادة تجميع الجيش من جديد، والأهم صناعة أنموذج حضاري للدولة السورية الحديثة بحيث يكون قادراً على لم شمل الشعب السوري حول هدف شمولي واضح قابل للتطبيق، وحلم مستقبلي يزيد من مساحات الأمل بوطن آمن مبني على تداول السلطة وعدم إقصاء أي طرف سوري، ويملك علاقات قوية مع دول الجوار قائمة على التعاون المشترك واحترام حق الجميع في حياة أمنة مستقرة.
آخر الكلام:
لقد فشلت إيران في سوريا لأنها استثمرت بالنظام بدلاً من الاستثمار في نهضة الشعب، وبالتالي على الدول العربية أن لا تقع بالخطأ الإيراني وتعمل على نهضة سوريا الإنسان والمكان حتى تظل دمشق حاضرة التاريخ والحاضر والمستقبل.