facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل يعيد الاحتلال تشكيل المنطقة عبر الأوتوستراد الاقتصادي؟!


محمود الدباس - ابو الليث
16-12-2024 11:44 PM

لا شيء يحدث في السياسة بالصدفة.. فالكيان الإسرائيلي.. يتحرك بخطوات مدروسة.. لإعادة صياغة الشرق الأوسط.. بما يتماشى مع طموحاته الجيوسياسية.. مستغلاً ضعف الدول العربية وانشغالها بصراعاتها الداخلية.. وبينما نرى المشهد العربي غارقاً في أزمات متكررة.. نجد الكيان يضع استراتيجياته بذكاء شديد.. لفرض هيمنته الاقتصادية والسياسية.. وتحوّل رؤى مثل طريق سريع يربط تل أبيب بالعراق عبر سوريا.. إلى خطة متكاملة.. تهدف إلى تغيير موازين القوى في المنطقة..

تخيل أن تتحول الممرات التي كانت يوماً مسرحاً للصراعات والحروب.. إلى شرايين حيوية تربط البحر المتوسط بعمق الشرق الأوسط.. شاحنات محملة بالبضائع.. تمر بحرية بين كردستان العراق وميناء حيفا.. وسائحون وتجّار.. يجوبون طرقاً أُعيد تأهيلها.. لتسهيل التجارة وتوسيع النفوذ.. هذه ليست مجرد أحلام.. بل خطوات عملية ضمن مشروع الكيان الإسرائيلي.. لإعادة تشكيل الخريطة الاقتصادية للمنطقة.. يدرك الكيان جيداً.. أن السيطرة على خطوط التجارة والطاقة.. تمنحه النفوذ اللازم.. ليصبح قوة إقليمية لا يمكن تجاوزها.. ويستغل مشروعات.. مثل خط أنابيب النفط من كردستان العراق إلى حيفا.. لتحقيق مكاسب استراتيجية كبرى..

ما يجري في سوريا منذ أكثر من عقد من الزمن.. كان فرصة ذهبية للكيان الإسرائيلي.. فبينما انشغلت الدول العربية بالتعامل مع نتائج الثورة السورية وتبعاتها.. كان الكيان يضع خططه لاستغلال انهيار الحدود.. وضعف المركزية في دمشق..

فلا يمكن فصل هذه التحركات عن رؤية شاملة لتحويل الكيان إلى مركز اقتصادي إقليمي.. إذ يعمل بجد على تطبيع وجوده في المنطقة.. عبر مشاريع اقتصادية كبرى.. مستخدماً الاقتصاد كأداة للهيمنة.. وبناء تحالفات جديدة تجعل من تجاوزه أمراً مستحيلاً..

لكن ما يثير القلق حقاً.. هو الطريقة التي يتعامل بها العرب مع هذه التطورات.. إذ تبدو ردود الأفعال العربية غالباً عاطفية.. وغير مدروسة.. بينما يتحرك الكيان الإسرائيلي بخطوات ثابتة.. مستفيداً من حالة التشتت العربي ليعزز نفوذه..

نحن نتحرك كردة فعل على ما يفعله الآخرون.. ونستهلك طاقاتنا في صراعات جانبية.. تستنزف مقدرات الأمة.. بينما يسير الكيان نحو أهدافه بخطى واثقة.. مُستغلاً ضعفنا لصالحه..

إذا تحقق هذا المخطط.. فإن النتيجة لن تكون مجرد تحسينات اقتصادية للكيان الإسرائيلي.. بل سيعيد توزيع موازين القوى في المنطقة.. وسيفرض واقعاً جديداً.. يجعل من الكيان لاعباً أساسياً في التجارة والطاقة الإقليمية.. وسيُضعف الموقف العربي.. الذي سيجد نفسه مضطراً للتعامل مع الكيان كشريك لا يمكن تجاوزه..

عديد الساسة والكُتّاب الإسرائيليين.. تحدثوا عن هذا الأمر.. بشكل مباشر او غير مباشر.. وكيف يمكن لرؤية الكيان الإسرائيلي أن تتحقق.. من خلال مشاريع استراتيجية.. مثل خطوط الأنابيب من كردستان الى ميناء حيفا.. والطرق الدولية السريعة.. ووصفوا الطريق من العراق لحيفا وتل ابيب.. بانه بدأ يتحول من الخيال إلى الواقع.. هذا الحديث ليس وصفاً لخيال اقتصادي.. بل يعكس نوايا حقيقية.. وخططاً بدأت تُنفذ على أرض الواقع..

لكن المواجهة لا تبدأ بردود الأفعال.. بل بالتخطيط الاستراتيجي المحكم.. المطلوب اليوم من الدول العربية.. أن تعي حجم الخطر الذي تواجهه.. وأن تبدأ بخطوات جادة لمواجهة هذا المخطط..

علينا أن ندرك أن بناء تحالفات اقتصادية عربية قوية هو الحل الوحيد لإعادة التوازن.. وأن الاستثمار في مشاريع إقليمية مشتركة.. يمكن أن يقطع الطريق أمام الكيان لتنفيذ مخططاته..

الإدارة الحكيمة للصراعات الداخلية.. والتخلي عن الحسابات الضيقة.. هما الأساس لبناء استراتيجية ناجحة. كما أن فهم أبعاد المخططات الإسرائيلية.. يتطلب قراءة واعية للتحولات الجيوسياسية.. واستغلال الفرص.. لتعزيز المصالح العربية.. بدلاً من ترك الساحة مفتوحة للآخرين..

وعلينا ان نعي تماماً.. بأن المعركة ليست عسكرية فقط.. بل هي معركة وعي وتخطيط.. ومن يملك الرؤية.. هو من يصنع المستقبل.. وإذا لم نستيقظ الآن.. فسنبقى غارقين في أزماتنا.. بينما يفرض الكيان الإسرائيلي هيمنته على المنطقة خطوة بخطوة..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :