ابو بقر يكتب: لماذا نتشبث بالهاشميين؟
شحاده أبو بقر
16-12-2024 05:03 PM
نظام الحكم لدينا نيابي ملكي وراثي وفقا لما قرر رجال الدولة الافذاذ ذوي الرؤى السديدة والفكر المستنير في زمن صعب مضى عليهم من الله الرحمة جميعا.
لكننا نحن الأردنيين وجميعا ومنذ عهد الآباء والأجداد المؤسسين، وحبا رجوليا صادقا بآل البيت، نقدم الملكية الهاشمية عرفا وعن قناعة تامة على كل أمر آخر.
وبالطبع، فإن لدينا أسبابنا الجوهرية غير القابلة للنقض والتي على أساسها نسج العقد بيننا نحن الشعب وبين الهاشميين حكام للوطن.
من تلك الأسباب الراسخة، إيماننا الثابت بأننا في الأردن أسرة لها شيخ وزعيم واحد هو الملك محاطا بأعضاء العشيرة الهاشمية، وبكل زعامات البلاد وقادة الرأي العام الذين صنعتهم مجتمعاتهم وليس الحكومات التي قد تصيب وقد تخطئ في قراراتها.
ومنها أيضا، أن الحكم الهاشمي ليس دمويا ولا مستبدا وهو على تواصل دائم مع الشعب، وليس أدل على ذلك، من أن رئيس الديوان الملكي الحالي الذي احترم، صار همزة وصل فاعلة بين الملك والشعب، بعد أن كان سواه همزة وصل بين الملك والحكومة. ومنهم من أوصد أبواب الديوان أمام الشعب
ومنها كذلك. أن العشيرة الهاشمية هم عشيرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، والقول الفصل في ذلك هو قوله تعالى.. وانذر عشيرتك الأقربين. وعليه، فإن التشبث بهذه العشيرة الفاضلة صار عرفا لا ينفصم في حياتنا.
وعليه أيضا تشكلت عبر تاريخ الدولة معادلة أطرافها العشيرة الهاشمية ممثلة بالملك شخصا ومقاما، وبالعشائر وكل الأردن عشائر كريمة، ثم الجيش وقوى الأمن، فصارت لدينا وبحمد الله دولة قوية خرجت من كل المؤامرات والمصاعب على كثرتها، أكثر قوة. فيما سارت في المنطقة من حولنا نعوش وهدمت عروش وظل الأردن ولله الحمد، جزيرة أمنة مستقرة يأتيها رزقها من كل مكان هي ومن آوت من إخواننا المهجربن من اوطانهم، ولم تكفر بأنعم الله لا بل صانتها وزانتها فكتبت الله العلي العظيم لها، السلامة عند كل منعطف خطير.
الهاشميون أحفاد نبي الرحمة للبشرية كلها لهم في نفوسنا خالص الاحترام والتقدير، ونحن على يقين تام جتى لو عتب أو لو غضب بعضنا، بأن قوة بلدنا وصموده وحتى وجوده في زمن المطامع والمطامح والمؤامرات هذا الذي نعيش اليوم، هو رهن بتقوية العلاقة الوجدانية بين الشعب والقيادة والجيش وقوى الأمن، أي وفقا للمعادلة سابقة الذكر، مع الحرص على تأصيل نهج التسامح والعدل والعفو الذي على أساسه ساد الهاشميون الكرام جريا على سنة المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه.
لهذا ولكي يبقى الأردن عصيا على كل طارئ وبالذات في اواننا وزماننا هذا. فإن كل متسنم لزمام سلطةوموقع مسؤولية، مطالب بإدراك حقائق الأردن والعمل في إطارها وليس بمعزل عنها، وإلا فهو يعمل في الساحة الخطأ وليس له أن بستمر أيا كان. خاصة ونحن نتحدث عن دولة وعن وطن له هويته وتاريخه ومستقبله الذي هو مستقبل كل أهله، وليس منهم من يقبل المساس بشروط ومقومات هذا المستقبل تحت أي ظرف كان. الهاشميون خيرون متسامحون، والاردنيون كل الأردنيين خيرون كذلك.
المطلوب هو فقط تفعيل تفعيل هذه الخيرية في ذوات الكافة من أجل أردن أقوى بعون الله
الله من أمام قصدي.