تشرفت محافظة البلقاء يوم الثلاثاء الموافق 10/12/2024 بالزيارة الملكية الثمينة لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وذلك ضمن جولات جلالته على محافظات ومناطق المملكة بمناسبة اليوبيل الفضي لجلوس جلالته على العرش، واستقبلت المحافظة و تحديدا مدينة السلط الحبيبة جلالته وصاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله ولي العهد في تظاهرة شعبية زينتها القلوب قبل الأعلام والشعارات التي ازدهت بها شوارع المدينة العريقة، والتي تحفر عميقا في وجدان الأردنيين، حيث تجسد هذه الزيارة معاني قرب القائد من الشعب وتعكس التفاعل المباشر مع هموم المواطنين وتطلعاتهم.

وعلى هامش الزيارة الملكية لجلالته افتتح دولة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان مندوباً عن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم كلية الطب في جامعة البلقاء التطبيقية، والتي باتت اليوم واحدة من الركائز الأساسية للتنمية المحلية والتعليم الطبي المتقدم في المملكة، وهذا دعم وتأكيد لرؤية الكلية ورسالتها في إعداد الكوادر الطبية المؤهلة التي تسهم في تعزيز صحة الأردنيين ورفع مستوى الرفاهية العلاجية المقدمة لهم، ودلالة على العناية التي يوليها جلالته للمنظومة الطبية في الأردن، واهتمامه العميق بهذا القطاع الحيوي؛ مما مكّن الأردن بأن يكون نموذجا يحتذى به في مجال الارتقاء بجودة الخدمات الصحية المقدمة لمواطنيه ومرتاديه والنهوض بالقطاع الصحي والارتقاء بخدماته على مختلف الأصعدة.

وقد تأسست كلية الطب في جامعة البلقاء التطبيقية عام 2014، برؤية واضحة سعت منذ البداية لتكريسها كأكثر من مجرد مؤسسة أكاديمية، وهي اليوم نموذجًا حي للديناميكية والابتكار، فخلال عقد من الزمن استطاعت الكلية استقطاب نخبة من الكفاءات الطبية العلمية من خريجي الجامعات العالمية المرموقة، حيث تم تعيين 41 عضو هيئة تدريس في السنوات الثلاث الأخيرة، بالإضافة الى ايفاد 38 طبيبًا منهم حاليا 20 ملتحقين ببرامج الاختصاصات الفرعية، حيث يعمل هذا الكادر ليل نهار على رفع سوية التعليم والتدريب الطبي في المملكة، و تقديم أفضل الخدمات الصحية بالشراكة مع المؤسسات الصحية في القطاعات الأخرى، و تجلت هذه الرعاية بإجراء عمليات جراحية نوعية على مستوى المنطقة، و على سبيل المثال لا الحصر تم إجراء عملية تصحيح الجنف بواسطة المنظار الجراحي بتقنية الربط، الأمر الذي أسهم في زيادة الشغف لدى العاملين في الكية لرفع اسم الجامعة وصقل مهارات الكوادر الطبية الشابة من خريجيها، مما عزز مكانة الكلية كمركز تعليمي وبحثي متقدم.

كما توفر كلية الطب في جامعة البلقاء بيئة تعليمية حديثة، تضم أحدث التقنيات في مجالات الطب السريري والجراحة وأهمها استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات الصحة العامة، وتحليل البيانات الطبية، وتشخيص الأمراض، ووضع خطط علاجية مبتكرة ، كما تعتمد الكلية نموذجا متميزا في التعليم وهو التدريب السريري منذ السنوات الدراسية الأولى وتمتد منشآتها الحديثة على تسعة طوابق بمساحة 16,400 متر مربع، تضم 13 مختبرًا طبيًا و12 مختبرًا بحثيًا، و 13 مختبر حاسوب لغايات التدريس وإجراء الامتحانات ومختبر محاكاة، وتجتذب الطلبة من مختلف الجنسيات بفضل سمعتها الأكاديمية المرموقة التي تعكس التزام الجامعة بالتطبيق والإبداع والتعليم المستمر، ومما ساهم في زيادة نسبة الطلبة غير الأردنيين حصول كلية الطب مؤخرا على شهادة الاعتماد و ضمان الجودة من هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي و ضمان جودتها حسب معايير الاتحاد الفيدرالي للتعليم الطبي (WFME).

وتمثل كلية الطب في جامعة البلقاء التطبيقية نموذجًا يحتذى به في تعزيز البحث العلمي، حيث تتطلب خطتها الدراسية أن ينجز الطلاب 6 ساعات بحثية، مما يحفزهم على تطوير مهاراتهم ونشر أبحاثهم في مجلات علمية محكمة، فهذه المبادرات لا ترفد التفوق الأكاديمي والمهني فقط، بل تسهم أيضا في تنمية المجتمع المحلي وتعزيز خدماته الصحية وتوسيع نطاقه المعرفي.

وقد ساهمت الكلية وبالتعاون الوثيق مع مستشفى الحسين السلط الجديد، في توفير الرعاية الصحية المتميزة للأفراد والمجتمع المحيط، وذلك عبر تأسيس شراكات حقيقية وفاعلة في عملية تكاملية بين التعليم الجامعي والتدريب في الميدان وفي أروقة المشفى؛ الأمر الذي انعكس إيجابا على جودة الرعاية المقدمة للمواطنين واتساع نطاق الحالات الطبية التي يعالجها مستشفى الحسين السلط الجديد، مما يعكس أثر كلية الطب - في جامعة البلقاء التطبيقية - الإيجابي على المجتمع وهو أمر نستشعره كل يوم.

وفي إطار مواكبة التقدم العلمي، فقد حرصت كلية الطب مدفوعة بشغف لا يضاهى على تصميم برامجها التعليمية وفقًا للمعايير الدولية مع مراعاة احتياجات المجتمع المحلي، بالإضافة إلى برنامج دكتور في الطب الذي ستبدأ الكلية اعتبارا من العام القادم بقبول طلبة الاختصاص العالي في تخصصات الجراحة العامة، و الأمراض الباطنية، وأمراض النسائية و التوليد و أمراض الأطفال، كما تسعى الكلية لتعزيز التعاون الدولي عبر عقد اتفاقيات وشراكات معرفية متينة مع ألمع الأسماء في عالم الطب والتعليم، ومنها اتفاقيتها الأخيرة مع جامعة شرق لندن ومستشفى سانت فنسنت ومركز الرعاية الصحية في الولايات المتحدة الامريكية، بالإضافة إلى برامج التبادل الأكاديمي الممولة من الاتحاد الأوروبي.

إن كلية الطب بجامعة البلقاء التطبيقية ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي صرح وطني يعكس طموحات الأردنيين نحو تحقيق التميز الأكاديمي والتنمية المستدامة في القطاعات كافة، فقد نجحت وفي أقل من عقد بأن تنهض بمؤسسة طبية وطنية نعتز بها جميعا مثل مستشفى السلط؛ ليصبح ولأول مرة مشفى تحويلي، وذلك في خطوة جبارة رفعت من سوية الخدمات الطبية المقدمة لأهالي المدينة وعززت من ثقة الراغبين في الالتحاق بهذه الكلية(المنارة)، والتي نأمل أن تستمر في رفد المملكة الأردنية الهاشمية والإقليم والعالم ككل بمزيد من الأطباء الأردنيين المهرة والمتخصصين.