دور الأجهزة الأمنية الإسرائيلية !
د. حسن البراري
06-06-2011 03:21 AM
أن يخرج علينا مئير داغان- رئيس الموساد السابق- قائلا أن ما ينقص نتنياهو هو الحكمة وأهلية الحكم لهو أمر يعزز من قناعاتنا لكنه في واقع الحال لا يغير في الأمر شيئا، فالرجل انتخبه الشارع الإسرائيلي وهو يشعر بأنه يحظى بتأييد واسع وبخاصة من قبل القوى السياسية التي تمثل مصالح الاحتلال.
المتابع لصناعة القرار السياسي في إسرائيل يجد أن سبب فشل نتنياهو في فترته الأولى كان تغييب دور المؤسسات الأمنية الثلاثة عن صناعة القرار الأمر الذي جعل منه مغامرا فاشلا أكثر منه رجل دولة. الآن تلعب الأجهزة الأمنية الثلاث (الموساد، الاستخبارات العسكرية، والشين بيت) دورا موازيا لنتنياهو ما «عقلّن» بعض الشيء من اندفاعات الحكومة، هذه ما يقوله مؤخرا مئير داغان. وفي قوله الكثير من الدقة لكنه لا يشرح لنا تمترس نتنياهو في رفض التحرك قيد إنمله في عملية السلام.
الآن خرج داغان من الموساد، كما خرج يوفال ديسكن من الشين بيت، وكذلك خرج غابي اشكنازي من رئاسة هيئة الأركان. بمعنى أن دور «المعقلن» سيغيب ما ينبئ عن انفراد نتنياهو بشكل كامل في تسيير دفة السياسة الأمنية والسياسة الخارجية. ما يدفع داغان مئير للخروج عن المألوف وإنما ليكشف أمام الجمهور بأنهم منعوا نتنياهو وباراك من تبني مغامرات طائشة مع أنه لم يحدد ماهية هذه المغامرات، ولسان حال داغان يقول بأن عدم ثقته بالأجهزة الثلاث يدفعه لإشراك الجمهور الإسرائيلي في الأمر لعل الشارع يضغط على الأجهزة وعلى الحكومة.
التصريحات التي اطلقها داغان أحدثت صدى سياسيا كبيرا داخل إسرائيل، فما يحدث دفع أري شفيط من هارتس للكتابة بأن الخوف هو ليس من الفلسطينيين أو إيران وإنما من القيادة الإسرائيلية، وهو أمر أيضا دفع الكاتب الأبرز في صحيفة يديعوت- ناحوم بيرنيغ- للقول أن اتفاق رؤساء الأجهزة الأمنية السابقين على هذا الأمر ليس تعبيرا عن مؤامرة ولكن حكم على عدم أهلية نتنياهو لقيادة إسرائيل في المرحلة الحالية والقادمة. باختصار، يريد مئير داغان وغيره من كبار المسؤولين السابقين في الأجهزة الأمنية تحذير الشارع الإسرائيلي بأنهم لم يعودوا هناك حتى يمارسوا دور الكابح في صناعة القرار، بمعنى أن الأسوأ هو قادم إن لم يتحرك الشارع.
hbarari@gmail.com
الرأي