في تراث أوروبا وأميركا واليابان، وذاكرة شعوبها القريبة، آلاف المجازر الرهيبة، التي ارتكبت في الحرب العالمية الثانية، مما يجعلهم ينظرون بما يشبه الاستهانة، إلى جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الشعب العربي الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، الآن، وطيلة 76 سنة ماضية على إعلان دولة الكيان الصهيوني!!
لقد قدمت كل دول أوروبا الضحايا بمئات الآلاف، فتلك الحرب الرهيبة اسفرت عن ضحايا تقدر بـ 50 - 65 مليون قتيل، في الفترة الممتدة من 1939- 1945، بواقع 10 ملايين قتيل تقريبًا كل سنة !!
وهنا مقطع عرضي لضحايا بعض معارك تلك الحرب: قدمت الامبراطورية اليابانية نحو 200 ألف قتيل ياباني في معركة واحدة هي معركة أوكيناوا التي استمرت 82 يومًا، من 1 نيسان حتى 22 حزيران سنة 1945. وفي ليلة واحدة قدمت اليابان نحو 87 ألف قتيل في القصف الجوي الأميركي على طوكيو، هي ليلة 10 آذار 1945، التي دمرت القاذفات الأميركية خلالها 42 كم2 من مدينة طوكيو.
في 6 آب 1945 ألقى الطيار الأميركي بول تبيتس القنبلة الذرية من طائرة كان يسميها على اسم والدته (إينولا جاي)، على مدينة هيروشيما، فأودت بحياة 210 آلاف ياباني. ويوم 9 آب 1945 ألقت القاذفة بوكسكار بي- 29 بقيادة الميجور تشارلز دبليو سويني، القنبلة النووية الأميركية التي تحمل اسم «الرجل البدين» على مدينة ناغازاكي فقتلت 80 ألف يابانيًا. كانت قوة قنبلة واحدة 22 ألف طن، من مادة تي.ن.تي شديدة الانفجار. وفي الحرب العالمية الثانية، حاصرت القوات الألمانية مدينة لينينغراد من أيلول 1941 حتى كانون الثاني 1944، مما أدى إلى مقتل 1.5 مليون إنسان، جراء القصف والجوع والبرد والأوبئة.
نحن، وكل بني البشر الذين يحترمون الحياة الإنسانية ويقفون مع عصمة دم الإنسان، يهولنا أن تقع جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية وغيرها ضد الإنسانية، بصرف النظر عن الأعراق والديانات والألوان.
لا بواكي لنا، سيهتف لنا الرأي العام العالمي النبيل الجميل، ثم يخلد إلى شؤونه، ليتناهبه الإعلام المتصهين محاولًا قلبه علينا !!
الدستور