«كيمابكو» العقبة .. فخر الصناعات الأردنية
نوف منير الور
15-12-2024 07:54 PM
عندما يرتبط إنجاز وطني برؤية القيادة وطموح الشعب، فمن المجحف أن يقف الإعلام صامتا أو متعطلا عن إعلان هذا المنجز الذي يستحق أن يطلق عليه «فخر الصناعات الأردنية».
في هذا الوطن كثير من المخلصين، يعملون بصمت بعيدا عن أعين الكاميرات، لان هدفهم الحقيقي هو العمل المنتج وليس تقمص دور المنتجين بعملهم.
وفي يوبيل تأسيسها الفضي تزامنا مع يوبيل مملكتنا الأبية استطاعت شركة صناعات الأسمدة والكيماويات العربية (كيمابكو) أن تخط تاريخا ناصعا في سجل الصناعات الأردنية خلال ربع قرن من العطاء والإنتاج ودعم المجتمع المحلي، وهي شركة ذات مسؤولية محدودة مملوكة بالكامل لشركة البوتاس العربية، وتضم 277 موظفا جميعهم أردنيون، تجثو مصانعها على الشاطئ الجنوبي للعقبة، ثغر الأردن الباسم، ومحط اهتمام سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني، وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين حفظهما الله.
تخصصت الشركة في إنتاج سماد نترات البوتاسيوم الذواب عالي الجودة بطاقة إنتاجية تبلغ 175 ألف طن سنوياً، بالاضافة إلى 115 ألف طن من حامض النيتريك.
وتعد «كيمابكو» في مقدمة الشركات الاستثمارية الكبرى بـ «العقبة الاقتصادية الخاصة» حيث بلغ حجم استثمارها حتى اليوم أكثر من 200 مليون دولار، وتصدر إنتاجها إلى حوالي 90 دولة في العالم من خلال الميناء الرئيسي بالعقبة وميناء الحاويات، لتغدو وفي أقل من عقد زمني رائدة بالعديد من الأسواق الدولية، ويعتبر إنتاجها الأجود عالميا، وتزود العالم بـ 12% من الطلب الزراعي الكلي من نترات البوتاسيوم.
وتدير كيمابكو مواردها بكفاءة عالية، وتسعى بإستمرار إلى تعزيز الاستدامة، سواء في الطاقة أو إدارة المياه ليكون منتجها بأعلى المواصفات وأقل التكاليف مع الحفاظ على البيئة في الوقت ذاته، تماشيا مع الأهداف الوطنية الأردنية في النمو والتنمية المستدامة.
وإيمانا منها بالتشاركية بين القطاعين العام والخاص فقد بادرت «كيمابكو» خلال مسيرة يوبيلها بتوقيع اتفاقية نوعية مع وزارة المياه والري لإنشاء محطة تحلية مياه البحر الأحمر والذي يعتبر أول مشروع أردني بامتياز، ومقدرة على ضخ اكثر من 4 ملايين متر مكعب من المياه العذبة سنوياً لسد نقص مصادر المياه النقية في المملكة، محصلة بذلك إنتاج المياه العذبة لتوفير احتياجات الشركة بالكامل والشركات الصناعية، بالاضافة لتلبية متطلبات المجتمع المحلي في العقبة، مما يقلل من استهلاك المياه من الموارد الطبيعية غير المتجددة.
وفي هذا العام الفضي، وقعت الشركة اتفاقيات التزود بالغاز الطبيعي مع شركة فجر الأردنية المصرية، والتي ستنشئ وفرا في كلفة انتاج البخار اللازم للصناعة بحوالي 2.5 مليون دولار سنويا، وستخفف من الانبعاثات الكربونية التزاما بالمسؤولية البيئية التي تحملها الشركة على عاتقها، مما سيؤدي إلى رفع وتحسين عملياتها التصنيعية ومنتجاتها وخدماتها لتلبية احتياجات عملائها المتطورة لمواكبة التنافسية العالية والمتزايدة في الأسواق العالمية.
وفي عام يوبيلها أيضا ثابرت الشركة وكادرها متخطين تحديات الشحن في منطقة «باب المندب» لترتفع كميات مبيعات الشركة بنسبة 15? وتصل أرباحها الصافية الى نسبة 100? لتلامس مع نهاية العام حوالي 27 مليون دولار.
كل هذا المنجز الاقتصادي والمالي الكبير لم يُبعد إدارة «كيمابكو» عن الالتزام الوطني والتقاط الإشارات الملكية السامية بدعم أبناء المجتمع وتعاضدهم أسرة واحدة مستكملة بذلك برنامج المسؤولية الاجتماعية، بتخصيص مبالغ سنوية لدعم المجتمع «العقباوي» ومحافظات الجنوب بشكل عام في شتى المجالات الصحية والتعليمية وغيرها، وبلغت قيمة الدعم خلال السنوات الخمس الأخيرة حوالي 4 مليون دينار، والتي عادت بالنفع العام على أبناء الوطن، وانعكست إيجابا على حياتهم وعطاءهم وإنتاجيتهم في المجتمع، لتؤكد «كيمابكو» أن نهجها الوطني المنتمي للأرض والمترجِم لرؤى القائد هو مسير الطريق منذ البداية، ونبراس العبور إلى المستقبل، لتخط بحروف من ذهب يوبيلها الفضي، وتهدي الوطن والقائد والشعب في عام يوبيل صاحب العرش إنجازا حقيقيا يشار له بالبنان وطنيا، وينافس الجودة العالمية، لتستحق أن تكون «فخر الصناعات الأردنية».
الدستور