وانغ يي يوضح رؤية الجانب الصيني حول الاوضاع الراهنة
15-12-2024 03:09 PM
عمون - عقد عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية وانغ يي مؤتمرا صحفيا مشتركا مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي وأجاب على الأسئلة.
وردا على السؤال عن رؤية الجانب الصيني حول تكرار الصراعات في منطقة الشرق الأوسط، قال وانغ يي إنه منذ اندلاع الصراع في غزة، لم تنته أزمة بعد حتى تنفجر أزمة أخرى في منطقة الشرق الأوسط، حيث تصاعد الوضع المتوتر بين فلسطين وإسرائيل وبين لبنان وإسرائيل وبين إيران وإسرائيل وفي البحر الأحمر بشكل متلاحق، حتى وقوع التغيرات المباغتة للأوضاع السورية في الآونة الأخيرة. إن استمرار الاضطرابات دون النهاية وتكرار الصراعات في الشرق الأوسط قد تركت آثارا خطيرة على السلام والأمن الدوليين. فإلى أين سيتجه الشرق الأوسط في المستقبل؟ ها هو سؤال لا مفر لدول الشرق الأوسط من الإجابة عليه أولا. كما أنه موضوع يتطلب تأمل المجتمع الدولي فيه بشكل جدي وأخذ الدروس منه. في وجه الوضع الفوضوي في الشرق الأوسط، يرى الجانب الصيني ما يلي:
1- إن الشغل الشاغل في الوقت الراهن هو وقف إطلاق النار ومنع أعمال العنف وتخفيف الأزمة الإنسانية بشكل فوري. يجب الالتزام بكافة القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، ووقف الأعمال التي من شأنها تصعيد الأوضاع الإقليمية، وتجنب وضع عراقل جديدة أمام وقف إطلاق النار. لا يجوز تسييس القضية الإنسانية مرة أخرى، ولا يجوز أن تكون أرواح المدنيين ورقة للمفاوضات. على المجتمع الدولي أن يفي بواجباته بموجب القانون الدولي الإنساني، ويساعد المنطقة على تحسين الأوضاع الإنسانية، ويخفف معاناة شعوب الشرق الأوسط، ويجنب سورية من ظهور موجة اللاجئين مرة أخرى على وجه الخصوص.
2- إن المخرج الأساسي هو التمسك بالحل السياسي واستئناف الحوار والمفاوضات. إن العنف لا يصنع الأمن، والقوة لا تخلق السلام. على مجلس الأمن الدولي أن يتحمل مسؤوليته عن صون الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط بشكل جدي، وعلى كافة الأعضاء لمجلس الأمن الدولي أن تقدّم مساهمات إيجابية في هذا الصدد، بدلا من تعكير الأوضاع وزيادة الفوضى. ينبغي وضع رفاهية شعوب دول المنطقة وأمن المنطقة واستقرارها في المقام الأول. كما ينبغي مواصلة الجهود في الحوار والتشاور، والحفاظ على زخم المصالحة في المنطقة الذي أتى به استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، والتمسك بحل الخلافات عبر التسامح، وتعزيز الثقة المتبادلة عبر التعاون، وبناء إطار أمني جديد ومستدام في الشرق الأوسط على أساس التوافق حول مراعاة شواغل الآخرين. وينبغي تفادي تهميش القضية الفلسطينية مرة أخرى، كما ينبغي تجنب تفكك الأوضاع في سورية.
3- إن المبدأ الأساسي هو التمسك باستقلالية المستقبل وتجنب التدخل الخارجي. إن الشرق الأوسط تملكه شعوبه، وكان ينبغى أن تتحكم شعوب الشرق الأوسط في مستقبل دولها بأيديها بثبات منذ زمن طويل. ظل الشرق الأوسط متضررا للتجاذبات بين الدول الكبرى منذ وقت طويل، وحتى أصبح ضحية للصراعات الجيوسياسية، ولا يجوز استمرار هذا الظلم التاريخي. على المجتمع الدولي احترام سيادة دول المنطقة وسلامة أراضيها بشكل جدي، ومساعدتها على إيجاد حل للخلافات والصراعات انطلاقا من طبيعة الأمر والعدالة والإنصاف الدوليين بالفعل، بدلا من اتخاذ القرارات لها، ولا يمكن تأجيج الوضع باستمرار، ناهيك عن اغتنام حريق للسلب.
واخيرا، أكد وانغ يي أن الاستقرار شرط مسبق للتنمية، وأن التنمية قوة دافعة للاستقرار، وقال: "نتطلع إلى أن تدفن دول الشرق الأوسط الأحقاد القديمة جانبا، وتحل النزاعات فيما بينها، وتتوحد كأخوة وأخوات في أسرة واحدة بشكل حقيقي، كما نتطلع إلى أن تغلب تلك الدول السلام الشامل والتنمية في الشرق الأوسط، وتعمل سويا على حفظ وبناء الشرق الأوسط كديارها بصورة جيدة. وخلال هذه العملية، إن الصين كصديق مخلص لجميع دول الشرق الأوسط، ستظل مَن يدافع عن السلام والاستقرار ويعزز التنمية والازدهار ويدعم الوحدة والاستقلالية في الشرق الأوسط، وستظل شريكا موثوقا به لدول الشرق الأوسط على المدى الطويل".