عمون - كشفت دراسة حديثة أن قمر المشتري النشط بركانيًا، "آيو"، قد لا يحتوي على محيط من الصهارة تحت سطحه، كما كان يُعتقد سابقًا، ما يفتح الباب أمام تساؤلات جديدة حول تكوينه الداخلي.

تشير البيانات المستمدة من مركبة الفضاء "جونو" التابعة لوكالة ناسا، إلى جانب معطيات المهمات السابقة، إلى أن النشاط البركاني الكثيف على سطح "آيو" ربما لا يكون مرتبطًا بمحيط صهارة تحت السطح. وتدفع هذه النتائج العلماء إلى إعادة تقييم الفرضيات المتعلقة بتكوين القمر وآثاره على فهمنا لتكوين الكواكب وتطورها.

يُعد "آيو" أكثر الأجرام السماوية نشاطًا بركانيًا في النظام الشمسي، إذ يحتوي على ما يصل إلى 400 بركان نشط. وكان يُعتقد سابقًا أن هذا النشاط البركاني ناتج عن التشوهات المدية الناجمة عن الاختلافات في قوى الجاذبية التي يمارسها كوكب المشتري على القمر، بسبب مداره الإهليلجي.

وفق النظريات السابقة، فإن طاقة المد والجزر الناجمة عن هذه التشوهات كانت كافية لإذابة باطن "آيو"، مما يؤدي إلى تكوين محيط من الصهارة تحت سطحه. ولكن هذه الفرضية ظلت موضوعًا للنقاش العلمي.

في الدراسة الحديثة، قام العلماء بقياس التشوهات المدية التي يتعرض لها "آيو" باستخدام البيانات التي جمعتها مركبة "جونو" خلال تحليقين حديثين لها. وعند دمج هذه القياسات مع البيانات السابقة، تمكنوا من حساب مدى تأثير قوى الجاذبية المدية على القمر.

وأظهرت النتائج أن التشوهات المرصودة لا تتوافق مع السيناريو الذي يفترض وجود محيط عالمي من الصهارة تحت السطح. بدلاً من ذلك، تشير الأدلة إلى أن الوشاح الداخلي لـ"آيو" يتميز بصلابة كبيرة.

تقدم هذه النتائج رؤية جديدة حول تأثير القوى المدية، حيث لا تؤدي دائمًا إلى تكوين محيطات صهارة عالمية. وقد تكون لهذه النتائج انعكاسات على فهمنا لأجرام سماوية أخرى، مثل قمرَي زحل "إنسيلادوس" والمشتري "أوروبا".

نشرت تفاصيل الدراسة في مجلة Nature.

"وكالات"