facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ترامب .. وعرب على قيد الألم


حسين بني هاني
14-12-2024 12:43 PM

دخل السياسة من باب التجارة، يؤمن بالصفقات ولا يعير ادنى إهتمام للنتائج على الآخرين، طالما انها تخدم مصالحه، آراؤه واضحة لا تحتاج لخبراء الدولة العميقة لفهمها، هو يعرف تماماً أنّ قادة الأمة يدركون، ان الغرب زرع بيننا جسماً غريباً عن المنطقة، ينوب عنهم في حفظ مصالحهم، يدعمونه بالمال والسلاح والقرار، ويعرف ايضا أنه لا قيمة لحناجر الشعوب التي لا زالت تصدح كل يوم رفضاً لحرب إسرائيل على غزة ولبنان .

هو رجل لا تنطبق عليه اية مسطرة سياسية سائدة ، بين قادة العالم في العصر الحديث، بل يصعب توقع ردة فعله، أو معرفة نواياه، سلوكه السياسي العام يقلق الحلفاء قبل الاعداء،مفعم بقراءة الواقع، ولا يقيم وزناً كبيراً للتاريخ، إلا اذا وجد بين ثنايا صفحاته صفقة كانت بنظره رابحة لدولة أو قائد معيّن ، مفتون بالأقوياء حتى لو داسوا بأرجلهم على القانون الدولي، فهو مستعد مثلاً لتطويع رئيس اوكرانيا لمطالب صديقه بوتين، ومستعد ايضاً لتطويع قادة العرب وإقناعهم ،بأن إسرائيل القوية ضمان لهم وتخدم مصالح دولهم وشعوبهم. زعيم لايؤمن بالحاكمية الدولية، ولا بالشرائع التي تضبط إيقاع السياسة العالمية، هو إن شئت قائدٌ مثل "شهبندر التجار " ، يؤمن بأن نمو وتوسع اقتصاد الصين، كابوس سيلحق الاذى والضرر بسلّة الأعمال الامريكية، وهو الأمر الذي دونه قطع الرقاب بالنسبة له ، وان مصالح اوروبا الاقتصادية بنظرة، في مثل هذا الحال،يجب أن تتوافق مع مثيلاتها الامريكية، بل عليها اذا توخت رضاه ، ان تكون جزءا من منظومة المصالح الامريكية، وتنطبق عليها شروط البنك الفيدرالي الأمريكي وسيادة وسلطة الدولار . ناهيك عن إلزام تلك الاقتصادات ،بأعباء كلفة الهيمنة الأمريكية المالية على العالم،عبر درع قوتها، حلف شمال الأطلسي، وإلا سيخرج منه غير آسف عليه، تاركا لهم دبابات بوتين على حواف حدودهم الشرقية.

كل قادة الشرق الأوسط، يدركون ما سبق ذكره، ومجبرون على التعامل مع زعيم اذا قال فعل، الدبلوماسية والقانون الدولي هما آخر همه، وليس لهما قيمة كبيرة في قاموسه السياسي، اعترف بضم الجولان لاسرائيل، رغم مخالفتها للشرعية الدولية، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، ولن يرفّ له جفن،اذا ضمت إسرائيل في عهده الضفة الغربية تحت سيادتها، وسوف يساعد إسرائيل اذا فكرت في ضرب الصناعات النووية والبترولية في ايران، ولن يتوانى عن إطلاق يد إسرائيل في المنطقة، شاء من شاء أو رضي من رضي . الشرق الاوسط وفق ما يطلقه ترامب من تصريحات، بات رهينة خلطة سياسية يصعب على ساسة المنطقة والعالم فهمها او هضمها أو ابتلاعها، خلطة حافلة بالمفارقات السياسية والاقتصادية النوعية، سوف تصدّع رؤوس الحاكمين الحامية منها والباردة.

هذا العائد للبيت الأبيض ،وللمرة الاخيرة في حياته ، يدرك أن بقاء واشنطن على القمة يتطلب وفق أعراف السياسة والمصالح، التضحية ببعض الحلفاء والأصدقاء ، والتنمر على الأقوياء، نتنياهو يعرف هذا الميل الفوضوي لدى ترامب، وهو يجنّد كل طاقاته لتوظيف هذا الأمر لصالح سياساته وصالح إسرائيل،وهو ما فتيء يذكّره كل يوم بأن بين المخطوفين لدى حماس، أمريكيون ملزم بإطلاق سراحهم بالقوة إذا لزم الأمر، أو يطلق يده لتحريرهم، ولو اقتضى الأمر قتل المزيد في غزة،أو تهجير سكانها لدول الجوار، خاصة وأنه قال ان إسرائيل دولة صغيرة،في فضاء عربي ممتدّ، وأن يد إسرائيل العسكرية الطويلة يجب أن تمتدّ إلى طهران لإيقاف تطلعاتها النووية اليوم قبل الغد، حتى تتمكن من بسط نفوذها وسيطرتها الكاملة على المنطقة دون منازع،وتظهر وكأنها تخدم مصالح العالم الحر، وتلجم الفوضى وتمنع الوحدة، وهو الأمر الذي يتوافق تماما مع مصالح الغرب عموما، وعرفه وأدركه قادة إسرائيل الأوائل، منذ مطلع القرن الماضي، ذلك الحدث الذي مهّد له مؤتمر المصالح الغربية ، الذي عقد في عام ١٩٠٧ ودعا له رئيس وزراء بريطانيا في حينه، تحت عنوان كيف يمكن أن نبقى على القمة، حين لاحظ أن دول الاستعمار الاوروبي في حالة انحدار تام، يومها أجمع المؤتمرون على أن خريطة الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، هي سرّ قوة أوروبا وسرّ ضعفها ايضاً، لأنها تمتلك موارد كثيرة، وموقع جغرافي يطلّ على منافذ بحرية هامة، ويجمعه دين واحد ولغة واحدة، وأن عليهم أن يزرعوا في وسطه جسماً غريباً، يفصل شرقه عن غربه، وأن يكون ولاؤه للغرب، وأن يجعل المنطقة في حالة من عدم الاستقرار والتوازن، فتقدم لهم حاييم وايزمان ومعه غلاة الصهاينه، وقال لهم نحن على استعداد أن نكون ذلك الجسم، وهكذا كان، ولا زال اخواني القرّاء الحبل على الجرار ، ولا زالت قافلتهم تسير، كما قال مندوب إسرائيل ،في الأمم المتحدة، في أواسط سبعينيات القرن الماضي،حين وصف بعض الأعضاء في الجمعية العامة الاسرائيلية بالعنصرية ، أقول لازالت قافلتهم تسير محفوفة بالحماية والرعاية الغربية ، ولا أحد في الشرق الاوسط، يعرف متى وأين ستحطّ رحالها النهائية.

وكما يقول الدكتور ذوقان عبيدات في نهاية كل مقال.. فهمت علي جنابك ؟، آمل ذلك..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :