الربيحات يكتب: عرب وأكذوبة الشرعية الدولية ..
د. صبري ربيحات
12-12-2024 07:46 PM
الاخبار اليوم تحمل خبر جولة بلينكن في المنطقة من اجل بحث امر سورية . بالنسبة للامريكين اسهل القضايا هي التي تخص العرب فهم ليسوا مهمين الا بالقدر الذي يؤثر على اسرائيل والمعيار الوحيد الذي تحدد في ضوءه الاستجابة الامريكية هي المصلحة الاسرائيلية اولا والمصالح الامريكية شريطة ان لا تتضارب مع ما يريده الصهاينة.
الأيام الماضية شهدت غارات صهيونية متتالية على الاراضي العربية السورية فدمرت كل ما يمكن ان يرمز لقوة الدولة وامتلاكها للمعرفة او تحسين قدرتها في الدفاع عن ارضها ومقدراتها .
بعض التقارير التي نشرت تقول ان الصهاينة دمروا ٨٠% من القدرات العسكرية السورية والقدرات البحثية في مجال الدفاع ومع ذلك لم يرف لامريكيا وحلفائها جفن.
في هذا العالم البغيض تتحكم الامبريالية الغربية وذراعها الصهيوني في المشرق العربي بأدواته الاسرائيلية وغير الاسرائيلية. ومع ما يجري في سورية اليوم يتبادل البعض التهاني بانهم دمروا الأسلحة واخترقوا الحدود وضربوا المعامل والمختبرات.
في سابقة تدلل على زيف النظام العالمي وعنصرية ووحشية القائمين عليه قرر نتانياهو بمفرده التوقف عن تنفيذ التفاهمات التي ابرمت بين الاسرائليين والسوريين بعد آخر الحروب التي استعادت فيها سورية جزء من اراضي الجولان .
بكل صفاقة وعجرفة وتعالي واستخفاف دخل الجيش الاسرائيلي الجبان بعدما اخترقوا السواتر الحدودية وتوغلوا في الاراضي العربية السورية التي انشغل اهلها باحتفالات تخلصهم من دكتاتور أثخن فيهم بطشاً لأكثر من عقدين من الزمن فقصفوا المختبرات العلمية ودمروا الطائرات العسكرية وسط انشغالات العرب بمواصلة مهرجانات الفن واعياد الاستقلال والجلاء الذي ما حصل ولن يحصل.
في دهاليز الامم المتحدة لا أحد يجرؤ على ان يرفع يده ليقول ان هذا اعتداء سافر على اراضي دولة وعلى كرامة شعب ومقدرات أمة تحاول أن تلملم أوراقها. فالغطرسة الغربية في المرصاد والفيتو الامريكي جاهز لتقف في وجه اي مشروع قرار يحاول الاعتراف بالحق العربي او بحق لكل ما هو عربي فجعل من الامة العربية مادة للتندر بعدما تولى الاستبداديون مهمة التبشير بالديمقراطية ودفن الأثرياء احلام آبائهم ومبادءهم المعلنة بان يموت الجميع من اجل الامة وانغمس البعض في نرجسيه انتاج خدمات الاستهلاك الخالي من اي مظهر من مظاهر المتعة والقوة. وتباهوا بانهم وفروا لإعداء الامة كل ما كانت الاجيال حريصة على ابعادهم عنه.
في عالم اليوم الذي لم يعد لنا فيه مكانا نشعر بالعجز والتلاشي فلا حضور لنا الا في صفوف الصامتين عن الحق والطالبين لرضى اعداء الامة وقضاياها .
لا اظن ان تحديا يحتاج لدليل على خروجنا من السباق واستسلامنا للخصوم وتنكرنا للمباديء وانتحالنا لصفات لا علاقة لها بنا .
لقد اتضح للعالم وبما لا يقبل الشك بان الامم المتحدة كذبة كبرى صنعها الحلفاء كإطار تمارس من خلاله القوى الاستعمارية لعبة النفوذ والسيطرة على العالم الذي اصبحنا في ذيل أولوياته.
في عالم يقوده الغرب بعنصرية لا يمكن اخفاؤها وتمييز لا يخفى على احد قسمت بلادنا واستبيحت هويتنا واغتيلت احلامنا وتولى أمورنا من لا يكترثون لاوجاعنا فاصبحنا أمة مستباحة يختار لقيادتها من يثبت اخلاصه للقوى الحاكمة وتستمر الشعوب ابحارا في الشعارات التي رفعها ويرفعها الطغاة منذ عقود.